حفزتني حالة الرضا والسعادة المرسومة على وجوه أبناء وطني للكتابة من جديد عن الأوامر الملكية التى أصدرها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز مستهدفا من ورائها خير الوطن ورفاهية المواطن . بل ودفعتنى لتناول الحدث من زاوية أخرى لم يكتب عنها غيري إيمانا منى بما تحمله الأوامر من ظلال إيجابية تعجز الأقلام عن الإلمام بها واستيعابها على صفحات الورق .ولعل أولى الزوايا فى منظورى تتمثل فى «منح المتعطلين « ممن عجزوا عن إيجاد فرص عمل والوصول الى نافذة رزق تعينهم على الحياة خاصة وأن أغلب دور العمل فى بلادنا باتت تعج بالوافدين بزعم انهم الأكثر التزاما . هذه الاوامر الملكية كانت أشبه بوقود الحركة والمحفز لمزيد من السعى وطرق الأبواب من أجل إيجاد وظيفة كريمة وقد جاءت من أب يشعر بمعاناة أبنائه الذين دخلوا معترك البحث عن عمل ولم يكتب لهم التوفيق . ليس هذا فقط بل جاء قرار منح المتعطلين متزامنا مع توجيه المليك للجهات المعنية بالتطبيق الفوري لنسب السعودة فى كافة القطاعات كى يجد هؤلاء الشباب مكانا وظيفيا يليق بمؤهلاتهم العلمية التى ظلت لسنوات طويلة بلا قيمة . اعانات المتعطلين والتوجيه الملزم بتطبيق نسب السعودة قراران صدرا معا ليؤكدا حرص المليك وسعيه لإزالة العثرات التى تعترض خطى شبابنا التواق للعمل الشريف . واذا كان القراران يحملان هذه المعانى فما أجمل الوعى والفهم والاستيعاب من قبل الشباب الذين قرأوا القرارات بعين الصواب وتدافعوا -جماعات وفرادى - لأماكن العمل بغية تقديم أوراقهم .اعانات الشباب المتعطل لم تكن « بطاقة كسل « بل كما ذكرت سلفا وقود سعى وركض واجتهاد وقبل كل هذا رغبة متوقدة فى ترجمة آمال المليك وامانيه فيهم . لم تكن هذه هى الزاوية الوحيدة التى اتناولها بقلمى وأنا استعيد قرارات المليك وظلالها الايجابية فما أكثرها الزوايا وما أثراها ولكنى آثرت ان تكون هذه هى الأولى لأننى الأكثر التصاقا بمعاناة الخريجين والأقرب بحكم مسئوليتي لآمال الشباب التى تصطدم تارة بندرة الوظائف وزحام الوافدة وتارة آخرى بمناهج بعض المسئولين البالية ممن وصموا شبابنا بالكسل وعدم الرغبة فى العمل . اننى أشد على ايدى شبابنا لقراءة ما أراده المليك – حفظه الله - من وراء قراراته واستيعاب المضامين كاملة حتى يتأكد لهم أن خادم الحرمين وضع الشباب على رأس اولوياته وجعل قراراته تدور فى فلك راحتهم ورفاهيتهم الأمر الذى يلقى عليهم مسئولية كبرى تتمثل فى مفردة الاجتهاد والعمل « فليتنا نكون قد استوعبنا الدرس وادركنا اننا فى مرحلة « فارقة « تحتاج منا العمل حتى تثبت للجميع اننا قادرون على شغل وظائف الوافدة بكفاءة تزيد عن كفاءتهم . هذا هو الأمل والأمنية التى ننتظرها فى الغد القريب. د. يحيى حمزة الوزنة-جدة