أثار وزير الداخلية الفرنسي كلود غيان جدلا في المشهد السياسي في بلاده بعد تعليقاته أول من أمس عن حجم المسلمين في فرنسا، وأكد كلود أن "زيادة عدد المسلمين وبعض سلوكياتهم تطرح مشكلة"، وأشار إلى ان القانون حول العلمانية في فرنسا يعود الى عام 1905 عندما كان هذا البلد "يضم عددا قليلا جدا من المسلمين" بينما يقدر عددهم اليوم بما بين خمسة وستة ملايين. وجاءت أول ردود الفعل على تصريحات وزير الداخلية من منظمة "اس او اس راسيسم" المناهضة للعنصرية التي اعلنت انها سترفع شكوى ضده، فيما شن اليسار أمس حملة ضد تصريحاته، إذ أكد فرنسوا هولاند المرشح الأرجح عن الاشتراكيين للانتخابات الرئاسية المقبلة في 2012 انه "في كل مرة يتحدث فيها غيان منذ ان اصبح وزيرا للداخلية، يبدأ جدل"، واضاف ان "هوسه هو التحدث عن المسلمين". يذكر أن غيان اثار استياء اليسار في مارس الماضي بتأكيده ان الفرنسيين "لديهم شعور بانهم لم يعودوا في بلدهم" بسبب "الهجرة غير المضبوطة"، وتفيد استطلاعات للرأي ان مارين لوبن زعيمة الجبهة الوطنية اليمينية المتطرفة ستكون قادرة على التأهل الى الدورة الثانية للانتخابات الرئاسية وانها تتقدم بشكل ثابت على ساركوزي في نوايا التصويت. وبعد ان تولت لوبن قيادة الحزب خلفا لوالدها جان ماري لوبن منتصف يناير، ادرجت خطاب حزبها في اطار اليمين المتطرف الاوروبي عبر التركيز على مكانة الاسلام في المجتمع، وقد هاجمت المسلمين الذين يصلون في شوارع عدد من الاحياء القليلة في فرنسا في غياب اماكن مناسبة للصلاة، وهو ما قام به أيضا الرئيس الفرنسي ساركوزي.