الرجل نصف المجتمع، والمرأة نصف المجتمع، وأين مكانة أطفالنا من بين هذه القسمة؟.. والحقيقة أن مكانتهم صارت على هامش المجتمع، ولنرى كيف أن أكثر الشركات والدوائر صارت تمسك المرأة الموظفة وتربطها بدوام طويل يستمر من الصباح إلى ما قبل المغرب بساعة: وأكثر منها إمساكًا للمرأة بوقت الدوام المراكز التجارية حتى وإن كان دوامها على فترتين، فإن الفترة المسائية تطول خلال مواسم الإجازات إلى ما بعد منتصف الليل، وأمّا في ليالي رمضان الكريم فيستمر عملها في أكثر المراكز التجارية إلى ما قبل الفجر بساعة. ولا أظن بعد ذلك هناك مجال للمرأة الموظفة، وبالأخص المرأة الأم، الأم، الأم التي في كنفها طفل، أو بضعة أطفال تستطيع مهما حاولت بجميع السبل أن تنسق بين عملها الوظيفي المتأخر وبين مسؤوليتها تجاه أطفالها، وأية نجاحات بعد ذلك سوف تهنأ بها المرأة الموظفة في عملها إذا كان أطفالها محرومين بغيابها من رعايتها لهم ومن حرمانهم من حضنها الدافئ. وليس ذلك فقط بل إن أنصاف المجتمع الذين هما الرجل والمرأة صارا بسبب تغيب المرأة عن بيتها، لا يلتقيان ولنا في ذلك مثال واحدة من الكثيرات من الزوجات المتضررات التي عبرت عن تعاستها بقولها: عندما أعود من عملي كالعادة متأخرة، متعبة منهكة ثم أسمع زوجي يقول أنا ذاهب عند أصحابي أفرح فرحًا شديدًا. لذلك يجب أن تقوم دراسة جدية من قبل المسؤولين مع الجهات المعنية لوضع نظام وبرمجة جديدة حول دوام عمل المرأة ومردود ذلك يعود -إن شاء الله- بالخير ليس فقط على الأطفال، وإنما على الأسرة ولن نخطئ إن قلنا إن الأسرة هي ركيزة الوطن. حميدة يوسف الفارسي - جدة