تحية للملك الذي يقود مركب البلاد بحكمة وحنكة في لحظات صعبة وبين الأمواج العاتية التي تعصف بمنطقتنا، ونصره الله بساعديه سلطان الخير ونايف الساهر على أمننا. وتحية لجيشنا الحارس على أمن حدودنا، وكل رجال أمننا البواسل في مواقعهم المختلفة، الذين جابوا طول البلاد وعرضها ليحموا بلدنا ويسهروا على أمننا.. ظن البعض أن “الفيس بوك” قادر على تحريك كل الناس وعلى إحداث ثورات في كل العالم، وكأن مواطني الدول أصبحوا يتحركون ويأكلون ويتصرفون بواسطة “الريموت كنترول”.. إن ما أحدثه التواصل الاجتماعي عبر تقنيات “الفيس بوك” وتويتر يمكن له أن ينجح في دول تعيش فعلًا أزمات اجتماعية واقتصادية وسياسية، وانعدام ثقة بين المواطنين وحكامهم، ولكن لا يمكن لمستخدمي “الفيس بوك” أن يُحرِّكوا شعبًا متصالحًا مع قيادته على قاعدة الاحترام المتبادل، ولا لشعب متوفر له كل وسائل الرفاهية والتقدم، ولا لشعب يحرص أولياء أمره على مدّه بكل متطلبات العيش الكريم دون أن يطلب، أو حتى قبل أن ينتبه إلى ما ينقصه وما يحتاجه..أليس هذا ما فعله خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز قبل وفادته معافى إلى مملكته حيث أصدر عدة قرارات ملكية كريمة طالت التعليم والصحة والسكن والراتب والتعويضات الاجتماعية والمساعدات العائلية دون أو قبل أن يسمع شكوى من أي مواطن.. أليس هذا ما كان يفعله أيضًا أولياء الأمر في السعودية منذ أن تأسست هذه المملكة قبل أكثر من مائة عام وحتى اليوم.. ونقول لمن ظن أن الشارع السعودي قابل للتحريك كالدمى، أنه قد أخطأ، بدليل أن الذين دعوا الى “جمعة حنين” لم يجدوا من يستجيب لهم، فكانت الدعوة أشبه بنكتة سخيفة أراد عدد من المرجفين من خارج الحدود رميها للتداول فجاءت النتائج مخيبة لآمالهم.. فالثورات ليست كلامًا يتم تداوله عبر الإنترنت، بل هي نتيجة تداعيات وترسبات لمعاناة طويلة، ولعمليات قهر وظلم، وتتحرك الشعوب عندما تجد فرصة مواتية حتى وإن اضطرت إلى حمل السلاح وتقديم التضحيات كما يحدث الآن في ليبيا.. ولكن ما الذي يدفع بالشعب السعودي إلى التحرك وهو يعلم أنه ينتمي إلى واحدة من أقوى عشرين دولة على المستوى الاقتصادي في العالم، وإلى مملكة باتت من صُنَّاع القرار الدولي، وإلى وطن ينال فيه الفرد مدخولًا سنويًا يعادل ما يناله أي فرد في الدول المتقدمة، وإلى بلد تتاح فيه كل فرص النجاح المادي والمعنوي.. لقد أخطأ من راهن على إحداث بلبلة في السعودية، لأنه لن يجد ما يحرض المواطنين عليه، حتى وإن استغل كل شعارات التفرقة والتمييز وما شابهها من سلع باتت جاهزة للتصدير والاختبار.. فتحية للشباب والشابات من السعوديين والمقيمين الذين تم تحريضهم من وطاويط الإنترنت على تخريب بلادهم أو البلاد التي استضافتهم فكانت إجابتهم: رب اجعل هذا بلدا آمنًا وارزق أهله من الثمرات.. فلن تنفع معنا كل دعاوى التحريض.. سنحمي بترولنا.. سنحمي ثرواتنا.. سنحمي بلادنا. [email protected]