تختلف الثقافات والعادات من مجتمع إلى آخر بل تختلف داخل المجتمع الواحد إذا ما تعددت الديانات والمعتقد , والفن من مسلسلات تلفزيونية وأفلام اجتماعية انعكاس لما يدور في المجتمعات المتعددة والكل يُنتج ما يُلائم مجتمعه وبعضها يقدم الحلول لتلك المشكلات التي يعرضها ، وبعضها تترك الحل للمشاهد بما يتلاءم مع ثقافته وسلوكه الاجتماعي . وما يصلح لمجتمع لا يتناسب مع مجتمعات أخرى , وليس بلاءَ أكثر من البلاء الذي حل على الأمة الإسلامية ويتمثل في الفضائيات وأتذكر قول الحبيب صلى الله عليه وسلم عن الفتنة التي ستدخل كل بيت مسلم وأكاد أجزم أنها الفضائيات وما تحمله من فتنة وافتتان . ويتسابق أصحابها على تقديم موائد غثة قذرة من أطباق مسلسلات لا تناسب الفطرة ولا الغيرة بقصد جذب المشاهدين وتكثير عددهم بغية المكسب المادي ولا يهتمون أهو حلال أم حرام . وقدمت تلك الفضائيات المسلسلات المكسيكية بفجورها , والآن تقدم التركية باباحيتها فولد الأخ مع زوجة العم في عشق وهيام ، ويرتع في البيت دون حرمة لغير المحارم وكاسات الخمر في متناول الجميع وابنة العم تعشقه , وهكذا من أعمال سافرة تقتل الغيرة في النفوس وتقدم بشكل يجعل المشاهد يتعاطف مع المخطئ بدراما تشد المشاهد لمتابعة عشرات الحلقات من المسلسل تصل إلى المائة وكل يوم هو في شوق وانتظار . وما أن ينتهي مسلسل حتى يبدأ الآخر وهكذا دواليك، وأستعجب من ضمائر أصحاب الفضائحيات وغفلتهم عن حساب يوم القيامة وإن وزر هؤلاء المشاهدين على صاحب الفضائحية ، ولا ينقص من أوزارهم شيئاً وإن تمادوا في الوزر وأفسد أخلاقهم فعليه كل تلك الأوزار ولا ينقص من نصيبهم شيئاً . الفرق بين الاعلام الشرقي وإعلام الغرب المتعلم أن إعلامهم هادف بمعنى الكلمة وبنَّاء والاعلام الشرقي كاذب مخرِّب هدام . كم من قناة علمية مطلقوها , كم من قنوات تعليمية يقدمونها , كم من قنوات إخبارية صادقة يدعمونها , كم من قنوات أطفال يهتمون بها , والفضائيات العربية تطلق وتدعم وتساند كل فسق وفساد وضلال . الأمة تتقدم بأبنائها وشبابها وبراعمها وفتياتها ورجالها ونسائها ولكن بإعدادهم جميعاً بما يتناسق ويتناسب مع دينها وقيمها وثقافتها الحقة الصادقة . كيف يتشدق العرب والمسلمون بالخصوصية وأصبحوا فارغي الوفاض وأخشى أن يكونوا عبرة بعد أن كانوا قدوة ، الا يكفي المسلمين تخلفاً علمياً فكيف إذا أضاعوا الأخلاق الحميدة المحتشمة أخلاق سيد البشر صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام فبدلاً أن يكونوا خير أمة يصبحون أسوأ أمة . وما اتكالي إلا على الله ولا أطلب أجراً من أحدٍ سواه. [email protected] ص , ب 11750 جدة 21463 فاكس 6286871