ما يحصل من تجاوزات، أو مجاملات، أو تعدٍّ، أو فساد، سمُّوه ما شئتم، في توزيع منح الأراضي، يُذكّرني بلعبة نقاط ال (×) التي كنا نلعبها ونحن صغار!. هل تذكرونها؟.. دعوني أنعش ذاكرتكم بها بشكلها الموضّح أدناه: × × × × × × × × × × × × × × × × × × × × × × × × × × × × × × × × × × × × × × × × كُنّا نملأ صفحة اللعب بنقاط ال (×) بمسافاتٍ متساوية بينها، أفقياً وعمودياً، ويمكن للاعبيْن اثنيْن أو أكثر المشاركة في اللعبة، مع توفّر قلم مستقلّ لكلٍّ منهم حتى لا يتشاجروا، ويكون اللعب متداولاً بينهم بترتيب يُحدَّد بالقُرْعة، فيبدأ اللاعب الأول بإيصال نقطتيْن بخطّ، ويفعل مثله اللاعب الثاني لكن لنقطتيْن أخْرييْن، وهكذا لجميع اللاعبين، حتى تدنو كلّ أربع نقاط من تشكيل مربّع، ومن يُكمل المربّع قبل غيره يضع أوّلَ حرفٍ من اسمه الكريم داخل المربّع، والشاطر هو الذي يحصل في نهاية اللعبة على أكثر عددٍ من المربّعات!. وهكذا الحال في المِنَح، مع استبدال اللاعبين بالمتجاوزين، أو المُجامِلين، أو المُتعدِّين، أو الفاسدين، سمُّوهم ما شئتم، ومع استبدال النقاط بِبِتَرِ مخطّطات الأراضي، والشاطر هو الذي يحصل على أكثر عدد من الأراضي، خصوصاً التي على الأطراف، أي الأراضي التجارية المُرْبِحة، ولا مانع من الأراضي الداخلية!. شطارة تحتاج لشطارة مضادّة، ومع إنشاء الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد، أتمنّى أن تمسح الهيئة الشطارة الأولى من السبّورة، بمحّاية أصلية، وتجعلها بيضاء نقية!!.