أدان مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية (كير) مسلسل الإساءات المتكرر بحق الإسلام والمسلمين في وسائل الإعلام الأمريكية. وقال مدير المجلس نهاد عوض في بيان له إن هذه الإساءات المتواصلة تهدد النسيج الاجتماعي للولايات المتحدة وتعرض أمنها القومي للخطر، مشيرًا إلى أن الإسلام جزء لا يتجزأ من الولاياتالمتحدة، وهو دين يتبعه ملايين من أبناء الشعب الأمريكي. ويأتي هذا البيان على خلفية قيام الإعلامي الشهير “بيل ماهر” المعروف بميوله الليبرالية العلمانية بالتطاول على القرآن الكريم خلال حواره مع “كيث أليسون” عضو الكونجرس المسلم ممثل ولاية “مينيسوتا” عن الحزب الديمقراطي. حيث وصف المسلمين بأنهم خطر محتمل وأخطر من مليشيات اليمين المتطرف بالولاياتالمتحدة، إضافة لتطاوله على القرآن الكريم، ووصفه للإسلام بأنه يمثل ثقافة القرون الوسطى. وكانت تصريحات ماهر قد وجدت معارضة شديدة وسط المثقفين والإعلاميين في الولاياتالمتحدة، حيث أكد هؤلاء أن هذه التصريحات الاستفزازية لا تؤدي إلى نتائج سوى زيادة التوتر وإحداث الفتنة. وقال بيان كير: في الوقت الذي تبذل فيه جهود حثيثة من كافة المهتمين بمستقبل هذه البلاد يفاجئنا الإعلامي بيل ماهر بتصريحات تخرج خارج الجهود الرامية لتنقية المجتمع من كل ما يهدد أمنه، وهو أسلوب لا ينم إلا عن رغبة في تحقيق أهداف خاصة وأجندة مشبوهة تسعى لتنفيذها بعض الجهات التي تريد إشعال الفتنة في هذه البلاد. وقد ظل مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية يرصد هذه الإساءات ويقيم الحجة على بطلانها وعدم حقيقتها، وتحولت إستراتيجيته من مجرد ردود كلامية إلى أفعال على الأرض، حيث عمل المجلس على توضيح الصورة الحقيقية للدين الإسلامي الذي لم يدع في يوم للعنف أو التشدد، بل هو رسالة للعالم أجمع جوهرها السماحة وباطنها التسامح. ومضى البيان قائلاً: في سبيل التعريف الحقيقي بالإسلام قام المجلس بفتح أبواب المساجد أمام الزوار، كما قمنا بتوزيع آلاف النسخ من القرآن الكريم باللغة الإنجليزية، إضافة إلى عشرات الكتب التي تتحدث عن تعاليم الإسلام وسيرة نبيه (صلى الله عليه وسلم). كما قام المسلمون بواجبهم كاملاً تجاه مجتمعهم، رغبة منهم في إيضاح وجههم الحقيقي ودرءًا لأي صورة سالبة قد يحملها البعض عنهم. من جهة أخرى وجَّه السيناتور الأسترالي كوري بيرنردي، السياسي اليميني عضو حزب المعارضة إساءات مماثلة للإسلام؛ حيث زعم أن الإسلام بأستراليا يمثل مشكلة، وأنه في العقود الماضية كان هناك انتشار لأُناس يروجون لمعتقد وقيم تتعارض تمامًا مع المجتمع والثقافة الغربيين. وادعى بيرنردي أن الإسلام ليس دينًا ينظم حياة أتباعه، قائلاً إنه دين يدعو للعنف ولا يشجع على التسامح أو الاندماج في مجتمع واحد متماسك. ووجدت هذه التصريحات العنصرية انتقادات من تجمع المعارضة الذي أدانها وأكد في بيان له أنها لا تمثل إلاّ وجهة نظر قائلها.