لا تزال الاستعدادات الكبيرة لإقامة مهرجان الجنادرية للتراث والثقافة على قدم وساق وعلى مدار الساعة، لمحاولة فريق العمل بأكمله بقيادة اللجنة القائمة على تنظيم المهرجان إلى إنجاز العمل بشكل كامل وبوقت كافٍ قبل التاسع من جمادى الأولى (الثالث عشر من إبريل المقبل). وقد أسندت اللجنة العليا للمهرجان كتابة كلمات الأوبريت إلى الشاعر عبدالله الشريف، والألحان إلى المخضرم الفنان صالح الشهري والمتجدد دائمًا رابح صقر، الذي أضيف مؤخرًا بعد أن قدم الفنان محمد عبده اعتذاره رسميًا للجنة المشرفة بعد نصيحة الأطباء له بعدم الخوض في أمر قد يعرّضه للإجهاد والإرهاق الزائد -كما علم “الأربعاء”- خصوصًا أن عبده قد تعرّض مؤخرًا لوعكات صحية كان سببها (كما أفاد الأطباء حينها) هو الإرهاق والجهد العالي. وقالت مصادر مطلعة ل “الأربعاء” إن أوبريت مهرجان الجنادرية السادس والعشرين سيكون بعنوان “فرحة وطن”، وسيحتوي من تسع إلى إحدى عشرة لوحة غنائية، تتناول عودة خادم الحرمين الشريفين سالمًا معافى، ومدى قوة الترابط بين القيادة والشعب، إلى جانب أن سلامة خادم الحرمين الشريفين هي سلامة الشعب والعكس صحيح، كما ستتناول اللوحات منجزات الوطن والأوامر الملكية الصادرة أخيرًا للمواطنين، ودعم الجهات الحكومية وغيرها، بالإضافة إلى المكتسبات والمنجزات التي حققتها على كل الأصعدة. وفي كل عام يجسّد الأوبريت من خلال لوحاته الأدوار التاريخية، التي قام بها مؤسس هذه البلاد والملوك من بعده الذين أرسوا قواعد الوطن، وأكملوا مسيرة نهضته. ويستعرض المنجزات من خلال لوحات “أوبريت الجنادرية”، الذي صار عُرفًا دائما للمهرجان منذ أول أوبريت نموذجي في عام 1410ه، وعادة ما يحمل الأوبريت رسالة ومضامين تخص العام نفسه يمتزج بها الفن مع الثقافة، وينصهر فيها الإنسان مع أرضه في لوحات فلكلورية تعبّر عن مكنونات داخلية، وعن إرادة وطن وأبناء يسعون للنهوض به في كل المجالات وأكدت المصادر أن الأوبريت الذي كتب كلماته عبدالله الشريف، الذي سيحمل عنوان “فرحة وطن”، مدته أربعون دقيقة. هذا ولا يزال الملحن صالح الشهري والفنان رابح صقر عاكفان على مهمة تلحين الأوبريت في الرياض، حيث تُجرى الآن عمليات التركيب الموسيقي لعدد من القطع الموسيقية، الذي يقوم بغنائها محمد عبده ورابح صقر وراشد الماجد وماجد المهندس وعبدالمجيد عبدالله وعباس إبراهيم. وقالت المصادر إن ملحني الأوبريت يعملان على وتيرة متسارعة لإنجاز الموسيقى في الموعد المحدد قبل البدء في عملية تركيب أصوات المطربين، التي ستكون خلال الأيام القليلة المقبلة، فيما سيكون التنفيذ في استوديوهات القاهرة دون حضور فريق العمل، وذلك بسبب الأحداث المتوترة في القاهرة وسيقوم المهندسون والمنفذون في القاهرة بتجهيز العمل. وأكدت المصادر أن أوبريت “فرحة وطن” سيكون جديدًا ومختلفًا في شكله ومضمونه، لما فيه من أبعاد فكرية موسيقية جديدة، ورؤية سمعية وبصرية مواكبة لكلمات الشاعر الشريف الذي يسجل مع هذا الأوبريت لأول مرة، وهو ما يتميز بالكلمات الشعبية السلسة والجميلة والتي سيخالطها أبيات من اللغة العربية الفصحى. وسيعتمد نجاح الاوبريت بشكل رئيسي على حالة التفاهم الإبداعي بين الشاعر الشريف والملحنين. وعن آخر ما وصل له الأوبريت، قال صالح الشهري من العاصمة الرياض ل “الأربعاء”: ما زلنا أنا وصديقي الفنان رابح صقر نضع لمساتنا على لوحات الأوبريت ونتوقع أن ننتهي من وضع التصور النهائي خلال الأيام القليلة المقبلة لنبدأ بعدها في مرحلة تركيب الأصوات والتنفيذ الموسيقي. وحول رأيه في الأوبريت قال الشهري: لا بد لنا من الإشارة إلى أن الجهود الكبيرة التي تقوم بها اللجنة العليا لمهرجان الجنادرية تساعد أي شخص على تقديم المزيد من الجهد والعطاء لإخراج الأوبريت على أكمل وجه ممكن ويرضي الجميع، والأوبريت بشكل عام متكامل وشامل ويحوي جملًا عديدة من صلب تراثنا السعودي. وأشار الشهري إلى أن أوبريت هذا العام سيكون مختلفًا من ناحية الألحان والفكرة. من جهته عبّر الشاعر عبدالله الشريف عن سعادته بالثقة الكبيرة التي مُنحت له، وقدم شكره وتقديره لصاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز ومنحه شرف المشاركة في هذه المناسبة الغالية التي يعتز بها كل مواطن يحمل في صدره الولاء والإخلاص لهذا الوطن ولقيادته الرشيدة. وقال الشريف: “يكفي من هذه المشاركة أنها أتاحت لي ولزملائي المشاركين في الأوبريت فرصة لقاء ملك البلاد المفدى عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- والذي دائمًا ما يشمل أبناءه بأبوته الحانية ويغمرهم برعايته واهتمامه”، مضيفًا أن هذا ما تعوّده الفنانون من ملك القلوب والإنسانية. وأوضح أن هذا اللقاء يعد مكسبًا حقيقيًا يعتز به على المستوى الشخصي وهو يضاف إلى جملة المكاسب التي لمسها من خلال تكليفه بأوبريت هذا العام. كما عبّر الشريف عن اعتزازه بالمشاركة مع نجوم الأغنية السعودية ومع ملحنين كبار بمستوى صالح الشهري والفنان رابح صقر، الذين سيضيفون إلى كلمات الأوبريت أبعادًا جمالية أرحب غلفت المعنى بإحساس وطني عميق ونقلت حقيقة المشاعر التي يحملها عن الوطن والتي رغب في إيصالها من خلال هذا الأوبريت. يذكر أن الملحن صالح الشهري قام سابقًا بتلحين أوبريتين في دورتين مختلفتين من الجنادرية، هما أوبريت “أمجاد الموحد” الذي كتبه عبيد الدبيسي وغناه الفنان الراحل الكبير طلال مداح (وهو آخر أوبريت يشهد حضور صوت طلال مداح يرحمه الله الذي غاب عنه في العام التالي مودعًا الحياة) وعبادي الجوهر ومحمد عبده وعبدالمجيد عبدالله وخالد عبدالرحمن ورابح صقر وراشد الفارس، وكذلك أوبريت “عهد الخير” من كلمات الأمير سعد بن سعود وغناء محمد عبده وراشد الماجد وعبدالمجيد عبدالله وعباس إبراهيم وراشد الفارس ورابح صقر. كما سبق للفنان رابح صقر أن قام بتلحين أوبريت الجنادرية خلال دورتين ماضيتين، حيث لحن أوبريت “خليج الخير” الذي كتبه مساعد الرشيدي وشهد لأول مرة مشاركة مطربين خليجيين حيث غناه كل من محمد عبده وعبدالمجيد عبدالله ورابح صقر وأحمد الجميري (البحرين) ومحمد المازم (الإمارات) ومحمد المسباح (الكويت) وسالم بن علي (عمان)، وأوبريت “أرض المحبة والسلام” من كلمات خلف الخلف وأيضًا غناه عبادي الجوهر ومحمد عبده وعبدالمجيد وخالد عبدالرحمن وعباس إبراهيم وهند.