أعلنت قيادة القوات الامريكية في إفريقيا أمس ومقرها في المانيا أن مقاتلة أمريكية من طراز "اف-15" تحطمت في ليبيا وأن الطيارين قذفا بنفسيهما منها، وتمت استعادة أحدهما، وصرحت كارين بورزينسكي المتحدثة باسم القيادة التي تتولّى تنسيق العمليات انطلاقًا من مدينة شتوتغارت: "لقد قذف الطياران بنفسيهما. وعملية استعادة الطيار الثاني جارية"، وأضافت القيادة الأمريكية في بيان « أن الطيارين قذفا بنفسيهما عندما واجهت الطائرة عطلًا في تجهيزاتها فوق شمال شرق ليبيا". وأكدت أن الطيارين بخير». من جهة أخرى أكد ناطق باسم الثوار الليبيين في مصراته أن خمسة أشخاص بينهم أربعة أطفال قتلوا أمس بنيران القوات التابعة للزعيم الليبي معمر القذافي في مصراته شرق طرابلس، وقال الناطق :"قامت الدبابات والقناصة صباح أمس (الثلاثاء )بإطلاق النار عشوائيا وسقط خمسة شهداء منهم أربعة أطفال كانوا على متن سيارة مع عائلتهم"، واضاف الناطق : «إن الشهيد الخامس سقط في قصف ثان»، وكان ناطق باسم الثوار ومصدر طبي في مصراته أعلنا (الاثنين) أن أربعين شخصًا على الاقل قتلوا في المدينة وأصيب مئات آخرون بنيران قوات القذافي. وتستمر عمليات القصف التي يقوم بها التحالف الدولي ضد ليبيا والمعارك بين الثوار وقوات العقيد معمر القذافي بينما يتصاعد الجدل حول هدف وتفويض العملية التي تجري بمبادرة من الولاياتالمتحدة وفرنسا وبريطانيا. وتحدث صحافي عن سماع إطلاق مضادات الطيران تلاه دويّ انفجارات مساء الاثنين في طرابلس قرب مقر الزعيم الليبي. وقال شهود عيان : إن قاعدة بحرية تقع على بعد عشرة كيلومترات شرق طرابلس أصيبت بالقصف كما ذكر شهود عيان رأوا السنة لهب. وارتفعت أصوات متناقضة داخل التحالف الذي يفرض الحظر الجوي على ليبيا الذي يشارك فيه الاتحاد الأوروبي وفرنسا وبريطانيا وايطاليا وبلجيكا والدنمارك واليونان وإسبانيا، حول قيادة العمليات التي ترغب عدة دول في أن توكل إلى حلف شمال الاطلسي، وحاليا تجري عمليات التحالف على المستوى الوطني بالتنسيق من مقري القيادة الأمريكيين في رامشتاين (غرب المانيا) ونابولي (جنوب ايطاليا)، وأكد أوباما أن "الحلف الاطلسي سيلعب دورًا" في المرحلة العسكرية الجديدة في ليبيا، موضحًا أن بداية هذه المرحلة مسألة "أيام وليس أسابيع"، وطالب رئيس الحكومة الإيطالية سيلفيو برلوسكوني بأن "تنتقل قيادة العمليات إلى الحلف الأطلسي"، وردّ كاميرون: "نريد قيادة تستخدم آليات الحلف بشكل يسمح بتنسيق سليم لكل الذين يريدون المشاركة من الخارج"، لكن باريس تعتبر أنه إذا تولّى الحلف التدخل، فإن الدول العربية لن تنضم إليه وربما تصل إلى حد إدانته. وعلى الرغم من وقف إطلاق النار الذي أعلنه القذافي، تواصلت أعمال العنف أمس الأول وأسفرت عن سقوط أربعين قتيلا و300 جريح في مصراتة (200 كلم شرق بنغازي)، كما قال الثوار، وفي الشرق، تراجعت القوات الحكومية التي هاجمت بنغازي صباح السبت إلى أجدابيا (160 كلم جنوبا). وفي جنوب غرب طرابلس، تقصف القوات الموالية للقذافي منذ ثلاثة أيام منطقة الجبل الغربي وخصوصا مدينتي الزنتان ويفرن اللتين يسيطر عليهما الثوار، على حدّ قول سكان في المنطقة الذين تحدثوا عن غارات "مكثفة جدا". وأقر الاتحاد الأوروبي عقوبات معززة على نظام القذافي وقال: إنه مستعد لتقديم مساعدة إنسانية بدون أن ينجح في حلّ الخلافات العميقة في داخله. من جهته صرح وزير الدفاع الروسي اناتولي سيرديوكوف خلال لقاء مع نظيره الأمريكي روبرت غيتس أمس أن روسيا تدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في ليبيا وإلى مفاوضات سياسية، وصرح سرديوكوف "ندعو إلى بذل كل الجهود لوقف العنف. نحن واثقون من أن السبيل الأفضل لتأمين أمن السكان المدنيين هو الوقف الفوري لإطلاق النار وبدء حوار"، في حين قال روبرت جيتس وزير الدفاع الأمريكي: إنّ بعض الناس في روسيا يصدّقون على ما يبدو ما وصفه "بأكاذيب" الزعيم الليبي معمر القذافي عن سقوط ضحايا مدنيين في ليبيا. وأضاف للصحفيين بعد محادثات مع نظيره الروسي أناتولي سيرديوكوف "كنا حريصين للغاية إزاء هذا الأمر وبالرغم من هذا يأخذ البعض هنا المعنى الظاهري لمزاعم القذافي عن عدد الضحايا المدنيين والتي أرى أنها محض أكاذيب."