أم لأربعة أطفال، أكبرهم فتى عمره 12 ربيعاً تشكو من عناد ابنها وعصبيته بعد وفاة والده، وتجد صعوبة في التعامل معه، فهو مدلل من الجميع، ويغضبها عدم امتثاله لأوامرها مع أنه صاحب شخصية قوية واجتماعي، بماذا تنصحونها؟ مشاكل الأطفال في هذه السن حساسة جدا، لأن هذه المرحلة أساس لبناء الشخصية، فلا بد أن نوليها عناية فائقة. ولحل مشكلتك أختي السائلة لا بد أن نبحث أولا عن الأسباب الرئيسة حتى نتمكن من ملامستها ثم معالجتها بطرق صحيحة، ويمكننا تلخيصها في أن وفاة الوالد سببت لطفلك صدمة جعلته عنيداً ما حدا بالأهل إلى تدليله لتعويضه عن فقدانه للأب، وهنا لا بد أن يكون الدلال بتوازن وعدم تلبية كل طلباته، فقولي له: لا، عند الضرورة. كذلك ننصحك بتحمليه مسؤوليات تناسب عمره ليشعر بمكانته ورجولته في العائلة. ولا بد أن نراعي قاعدة “إذا أردت أن تطاع فأمر بالمستطاع”. فقد تخطئين عندما تطلبين منه أن يكون كوالده مثلا أو شخصية من الصعب على طفل بعمره الوصول إليها وهو ما نسميه بجرعات الكمال الزائد، فكل ما عليك هو أن تخففي من هذه الجرعات ومراعاة عدم تدخل أطراف أخرى في تربيته. وأخيرا بما أنك الحضن الحنون ومصدر الأمان لطفلك لا بد أن تحمل معاملتك له معاني الرحمة والحنان، ابتعدي عن الغضب عند مخالفته لأوامرك لأن ذلك لا يزيد الأمور إلا تعقيداً، بل اتبعي أسلوب الحوار والحديث عن السلوك الخاطئ بهدوء وتحلي بالصبر وحاولي استيعابه واحتواءه وتفهم حالته، ولا بأس من الاعتذار لطفلك إذا أخطأت في حقه مما يشعره بالاهتمام وأنه محط عنايتك، ولا تنسي ما لذلك من أهمية خاصة وأن الطفل مقبل على مرحلة المراهقة التي قد تكون معقدة إن لم تحتويه، وكل ذلك بعد اللجوء لله ودعائه.