* في خضم الأحداث التي تشهدها المنطقة العربية، وفي ظل سعي بعض المؤدلجين والحركيين وقوى خارجية إلى استثمار هكذا ظرف؛ لتحقيق أهداف دنيئة هنا فوق هذه التربة المباركة، أرض الحرمين الشريفين، أثبت أبناء المملكة أنهم خير مَن يدافع عن وحدة وطنه، وأنهم فوق الشبهات. فهم أبناء تربة مباركة، أنجبت خير خلق الله، وخير أمة أُخرجت للناس. * في مواقف حاسمة، ونقاط تحوّل مفصلية في تاريخ المنطقة كما في الستينيات الميلادية إبان حرب اليمن، والمد القومي، وإبان الثورة الإيرانية وما تبعها من حرب مع العراق، وخلال احتلال صدام حسين للكويت، وفي مواجهة تحالفات إقليمية ودولية، نجح أبناء هذا الوطن في رد الأخطار عن أرض المقدسات، وأثبتوا للعالم كله أنهم خط الدفاع الأول والحقيقي عن وحدة وطنهم. * الوطنية التي سجّلها السعوديون ليست فقط شعارات كما تتردد في كثير من المناطق المجاورة لنا، بل هي انتماء حقيقي لوطن يستحق الموت في سبيله، فحين تجرّأت شراذم الحوثيين على المساس بتربة الوطن، تصدّت لهم جحافل الشعب السعودي قبل قواتهم المسلحة، كما شكّلوا حافزًا ومساندًا مؤثرًا للقوات السعودية المسلّحة والأمنية في التعامل مع الخطر الأيديولوجي المدعوم من إيران. * والوطنية التي يفهمها أبناء هذه التربة المباركة سطّروها واقعًا معاشًا في الدفاع عن كل ما يمكن أن يمس أمن واستقرار وطنهم. فالإخلاص الذي وُلدوا به والنابع من عمق التربة المباركة أرض الحرمين جعلتهم موانع صلبة ضد سعي المؤدلجين والحركيين إلى تفتيت تلك الوحدة، وزعزعة ذلك الاستقرار.. ولذا فليس بمستغرب أبدًا أن تمر أحداث وعواصف قريبة من هذا الوطن العزيز، ولا يهتز له تماسك، أو تؤثر عليه بأي شكل من أشكال الفرقة. * وما قاله صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني ووزير الداخلية مساء يوم السبت الماضي في حق أبناء المملكة من المخلصين والوطنيين ليس سوى تجسيد لما تشعر به قيادة هذا الوطن من تقدير لهم، ومن افتخار بهم، فهذا أحد قادة هذه البلاد وشخصية خبيرة مميّزة من قادة العالم العربي الأمنيين يقول بكل وضوح: «الشكر مهما كان فهو قليل لهذا الإنسان السعودي الكريم»، في شهادة لا لبس فيها، ولا مواربة على النظرة التقديرية لولاة الأمر لأبناء شعبهم الكريم. * بحسب يقيني لم يحدث في تاريخنا العربي المعاصر أن أعترف أحد القادة السياسيين بالفضل لشعبه، كما في كلمات سمو الأمير نايف -يحفظه الله- وهو رجل يشرف على وزارة أمنية، ويعرف خبايا كل كبيرة وصغيرة خاصة بهذا الوطن. وهذا التقدير من شخصية قيادية بوزن ومكانة الأمير نايف سيشكل وبكل تأكيد حافزًا أكبر لأبناء المملكة الأوفياء إلى الدفاع عن وحدة وطنهم بكل الطرق والوسائل، وسيكونون كما هم دائمًا وأبدًا سدًّا منيعًا لانحرافات المؤدلجين والحركيين الذين لن يجدوا لهم فوق تربة هذا الوطن -بعون الله- مكانًا لأفكارهم، وأهدافهم التخريبية.