ليس بوسع أحد التقليل من أهمية الحوار كقيمة دينية ووسيلة حضارية وأسلوب ناجح لتحقيق الاستقرار وكسبيل لمواجهة وحل مشكلاتنا وقضايانا باعتباره أفضل وسيلة للوصول إلى ما يريده المواطن ، وباعتباره أيضًا خيارنا الأمثل لتلمس طريقنا نحو التوافق واستمرار مسيرتنا التنموية الخيرة التي تنشد الرفاهية للمجتمع والسعادة للمواطن ، وهو ما تحرص عليه القيادة وتعتبره أحد ركائز النهج السعودي في الحكم الذي يستمد أسسه من الشريعة الغراء إيمانًا من القيادة بسياسة الباب المفتوح بينها وبين المواطنين كمنهج في الحكم ، وضرورة الإبقاء على باب الحوار مفتوحًا باعتباره الجسر المتين الذي يربط بين ولاة الأمر والشعب على أرضية وحدة وطنية صلبة تنشد مصلحة الوطن أمنًا وعلوًا ورخاءً. لقد ظل الحوار وسياسة الأبواب المفتوحة التي تأخذ بها المملكة منهجًا ومنهاجًا منذ عهد القائد المؤسس والباني الموحد الملك عبد العزيز – يرحمه الله- والتي وصلت إلى قمة نضجها في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز من خلال إنشائه – حفظه الله - لمركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني الذي يعتبر أحد الانجازات العديدة التي حرص على تحقيقها منذ تسلمه لمقاليد الحكم في بلاده ، هذا المركز الذي يعتبر نموذجا فريدا لهذا النوع من التواصل الحميم بين القيادة والشعب الذي يعزز القيم والثوابت ويقبل النقاش والاختلاف تحت مظلة وطن واحد لا يقبل التفرقة ولا التجزئة وإنما يقف بالمرصاد ضد كل دعاوى الفتن والتحريض والتعصب والتطرف من خلال نشر الآراء المستنيرة والفكر الرصين والمواقف الحكيمة التي من شأنها المساهمة الفاعلة في تحقيق النتائج المرجوة من تناول القضايا والهموم الوطنية التي تشغل بال القيادة والمواطنين والعمل على حلها من خلال النقاش الواعي والحوار البناء الهادف ضمن رؤية مشتركة تضع نصب عينيها المصلحة الوطنية العليا للوطن وضرورة الحفاظ على أمنه واستقراره ورخائه ووحدته الوطنية والترابية.