ألقى فضيلة الشيخ صالح المغامسي إمام وخطيب مسجد قباء محاضرة في جامع حمزة بن عبدالمطلب بجدة بعنوان “تأملات في سورة ص” وابتدأ حديثه بمقدمة عن السورة قال فيها: هذه تأملات في سورة ص، وهي سورة مكية كما حرر ذلك العلماء من قبل، والمشهور أنها نزلت قبل سورة الأعراف وبعد سورة (اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ)، والأظهر أنها أول سورة ذكر فيها خلق آدم. واسترسل المغامسي في محاضرته فقال: “القلوب إذا طبعت على الكبر والأنفة كانت أبعد ما تكون عن رحمة الله”: (بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ)، الذين كفروا اسم عام، لكن ليس المقصود به ها هنا جميع الكفار، بل المراد به هنا على وجه الأخص كفار مكة، لأنهم هم المخاطبون بالآية، (بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ) في أنفة في استكبار، (وَشِقَاقٍ) أي في معاداة للنبي صلى الله عليه وسلم، ومن هنا يفقه أن القلوب -عياذا بالله- إذا طبعت على الكِبر والأنفة كانت أبعد ما تكون عن رحمة الله جل وعلا، لأن القرآن أعظم رحمة نزلت من السماء، والإقبال على القرآن يحتاج إلى قلب كُسر الكبر فيه، فإن وجد الكِبر والأنفة فيه لو ذُكِّر العبد بالله أو خُوف به جل ذكره وتبارك اسمه يأنف العبد، وإذا أنِف العبد على أن يستمع لقول الله جل وعلا لم ينل من تلك الرحمة شيئا، ومن معاني “لا إله إلا الله” تعظيم من في قلبه “لا إله إلا الله”: ومن معاني لا إله إلا الله أن تفقه أن المرء يستحي وهو يعلم أن الذي خلقه هو الله والذي يرزقه هو الله والذي أحياه هو الله والذي يميته هو الله والذي يبعثه وينشره هو الله ثم مع ذلك -عياذا بالله- يصرف شيئا من العبادة إلى أحد غير الله.