حالة التوتر التي يعيشها قائد الثورة الليبية العقيد معمر القذاقي نتيجة المظاهرات الشعبية ضد نظامه البائس والمتسلط ضد الشعب الليبي المغلوب على أمره، هذا الشعب الذي عانى وما زال يعاني من تخبطات ذلك النظام الجائر، نظام القذافي الآن أصبح آيلًا للسقوط بعزيمة وإصرار أبناء الشعب الليبي المجيد كونه يعيش منعزلًا نتيجة المظاهرات والاستقالات المتعددة من المسؤولين داخل ليبيا وخارجها جراء القمع الوحشي الذي تمارسة بعض مليشيات الجيش ضد المتظاهرين الأبرياء، بالإضافة إلى حالة الارتباك والقلق الظاهرة على وجه القذافي نتيجة كثرة الخطابات والنداءات غير المجدية، والتي غالبا ما تكون مغلفة بالصراخ الموجه لأبناء المدن الليبية المنفصلة الواحدة تلو الأخرى عن نظامه، تلك الخطابات التي تدين القذافي، ليس هذا فحسب بل إن هناك إدانات أخرى للقذافي الواثق تكمن في خروج ابنه (سيف الإسلام) عبر القنوات الفضائية، والتي أثبت من خلالها أن والده قد اجتمع في خيمته بالمنادين بالإصلاح قبل أسبوعين من خروجه على إحدى القنوات الفضائية، والتي أكد من خلالها أن والده سيحدث تغييرات وإصلاحات جديدة للدولة خلال المرحلة المقبلة، وذلك خلال اجتماعه بالمنادين قبل الأحداث، وهذه دلالة واضحة على تسلط النظام اليائس الذي أراد تدارك الغضب الشعبي الذي حل ببعض البلدان العربية كتونس التي ودعها (زين العابدين بن علي)، ومصر التي رحل عنها(محمد حسني مبارك) مستقيلًا. مناقضات الابن لأبيه لم تتوقف عند هذا الحد حينما صرح بأن عمليات القصف لم تكن موجهة لأفراد الشعب، وإنما كانت تستهدف بعض مواقع الأسلحة والذخيرة خوفا عليها من السرقة من المرتزقة والبلطجية، بينما الأب يصرح بأنه سوف يفتح مستودعات الأسلحة والذخيرة لإفراد الشعب من أجل المحافظة على ليبيا التي مزقها القذافي ومن معه من الجائرين، فكيف تقصف المستودعات وأنت هام بفتحها لأفراد الشعب؟ وهذا دليل آخر على انعزال القذافي الذي يعاني تمردا وطنيا من الجنود الأبرياء والأحرار من السلطة العسكرية المتمثلة في الجيش، والقوة الخاصة، والأمن في أرجاء البلاد، والذي يحاول من خلاله (الترقيع) من خلال التجائه إلى أفراد القبائل الليبية عله يكسب ودها من خلال إيهامها بأنه يحارب المرتزقة الإرهابيين الذين يمثلون القاعدة التي لا هم لها سوى القتل والتخريب والدمار الذي يفتك بالأوطان، وتناسى أنه الجالب الوحيد لهؤلاء المرتزقة الأرهابيين من دول عدة منها تشاد، وغانا، والنيجر، وصربيا، وأوكرانيا، وباكستان. ليبيا العروبة ليبيا عمر المختار الآن تحترق وتعيش مرحلة عصيبة نتيجة انقسامات وانفصالات وتظاهرات تنذر بحرب أهلية داخل البلاد، والتي سيكون ضحيتها الشعب الليبي المغلوب على أمره بكافة أطيافه وقبائله المجيدة والتي يشهد لها التاريخ، هذه المرحلة التي قد يجد من خلالها الشعب الليبي نفسه محتلًا من قبل قوى خارجية في قادم الأيام من خلال تدخل عسكري لحفظ الأمن ليعيش نفس المصير الذي تعانيه بعض البلدان فهل يتنبه العرب والمسلمون لذلك؟. عبده بلقاسم المغربي- الرياض