أنا فتاة أبلغ من العمر (22) عامًا، تخصصي صيدلة في الجامعة، ومخطوبة منذ سنتين، أعاني من التشتت بين الماضي الذي كنت أمارس فيه سلوكيات سيئة كالسرقة والعادة السرية مع العلم أنني تبت وعدت إلى الله، وبين الحاضر الذي يتسم بالقلق بسبب المشاجرات بين والديَّ والحالة المادية السيئة، وعدم قدرتي على مصارحة خطيبي بوضعي المادي الذي تسبب بتأخر زواجي.. ماذا أفعل؟ أختي السائلة يتضح من سؤالك أن مشكلتك توزعت على مراحل حياتك الثلاث ابتداءً بالماضي، ثم الحاضر، وأخيرًا المستقبل، لذا سأقسم الحل على هذا المراحل للتسهيل، أولاً الماضي الذي له ذكريات سيئة في مخيلتك بسبب الزلات والمعاصي والتي أشبهها بالفيروسات؛ لأنها تهدد حياتك وقيمك إن لم تتعاملي معها بروية، فيجب عليك حرقها (بمعنى التخلص منها)، وعملية التغيير تتطلب منك الصبر مهما طالت المدة، ولا تنسي أن توقني بأن الله غفور رحيم، ويقبل التوبة، الحاضر: ومفتاح الحل هنا هو رفع مستوى الشفافية بداية مع ذاتك لمعرفة مكامن الخلل والضعف ومعالجتها، ثم مع خطيبك بمصارحته بحقيقة وضعك المادي، فبقاؤه معك دليل محبته لك، وتمسكه بك، مع مراعاة أمرين أولهما عدم النظر لهذا الخاطب أنه طوق النجاة، وهو من سيخرجك من وضعك السيئ، فالزواج هو فن بناء منظمة هي الأغلى والأرقى على الدوام، وقودها المودة والقيم الراقية، وصمام أمانها الرحمة، والثاني عدم كراهية البيت بما فيه؛ لأن ذلك يشعرك بعدم الرضا والمتاعب التي تورث القلق ممّا يسبب لك كبتًا داخليًّا، وأحب أن أنوّه هنا على أهمية اتقان فن تفريغ الكبت عن طريق الاستغفار أو السجود، أو محاسبة النفس قبل النوم، أو المشي في مكان تفضلينه، ولك أن تبتكري أساليب أخرى تشعرك بالراحة، المستقبل: الذي يجب عليك أن تُعدّي له برنامجًا لخمس سنوات مقبلة، تحددين فيها مسيرة حياتك وأهدافك وطموحاتك التي تودين الوصول إليها وتحقيقها، مع أهمية ألا تتصادم هذه الرؤية مع ظروفك وحياتك، وألا تبنيها على جانب واحد كالزواج على سبيل المثال، بل اجعليها في جوانب شتى كالاجتماعية والأسرية والعلمية غيرها. وأخيرًا لا تنسي ما للدعاء من فضل عظيم في تحقيق غايتنا.