• لمعالي وزير الصحة أكتب اليوم معاناة هذه الأم (ف. أ. م)، هذه المرأة التي نشرت هذه الجريدة معاناتها بتاريخ 4/2/2011م، حيث تقول: ذهبتُ بابنتي لمصر لدراسة الطب، فأُصيبت بمرض السيلياك واللاكتوز، فاضطررت للاستدانة والسفر بها إلى ألمانيا، ولعدم قدرتي على معالجتها هناك، لجأتُ لمقام والدي خادم الحرمين الشريفين ليُخلِّص ابنتي من المرض، هذا الوالد الحنون -حفظه الله- الذي منحها ما تريد برقم 19641 /ب، والصادر في 30/10/2010م لوزارة الصحة، وقد بُلِّغت الأم بهذا القرار في تاريخ 15/11/2011م، ففرحتْ به، ولكن يا فرحة ما تمّت، حيث عادت المسكينة وفي يدها حزنها، لأنها عند ذهابها إلى الوزارة لم تجد سوى صدر موظف اسمه (الحسين)، هذا الصدر الذي لم يمنحها سوى الحزن، ومثله كثير في بعض إداراتنا، فتجد رجلاً يلقى قبولاً عند رؤسائه فيسلمونه كل ما يهم الناس، دون أن يكون على قدر هذه المسؤولية، فهذه هي الأم التي قالت للملأ عن مشكلة ابنتها، والتي كلفتها الكثير من الدَّين، هذه هي الأم التي رجعت من ألمانيا بسبب ظروفها المادية، والتي لم يصرف لها عن طريق الملحقية سوى مبلغ 9 آلاف ريال فقط، وحجتهم في ذلك أنها سافرت قبل الأمر، وهي تقول: إنني سافرتُ بسبب ارتباط الطبيب المعالج بمؤتمر خارج برلين، وبالرغم من كل ذلك هي حتى اليوم لا تزال في حيرة من أمرها، أتذهب لإكمال العلاج، أم لا تذهب..؟! يدفعون لها أم يحرمونها..؟! تموت هي وابنتها هنا، أم تغادر فربما تجد بعض ما يطمئنها هناك..؟! وإلى هنا، وحالها لا يزال بين اثنتين: بين الأمل، واللا أمل، وهنا أقول لمعالي وزير الصحة: مَن الذي يدير معركة التعقيد ضد هذه الأم المكلومة..؟! • وأقول لها -وبكل أسف- إنني فشلتُ في مساعدتها، بالرغم من أن أخي الدكتور خالد مرغلاني يبذل جهودًا حثيثة لمساعدتها، وأثق جدًّا في إنسانية هذا المسؤول ومثاليته، لكن المشكلة أن صرف الدراهم هي مسؤولية آخرين غيره، ويستحيل أن يدفعوا بسهولة لأحد، ولأن هذا الفعل يبدو مثيرًا جدًّا، أعتقد أنه من حقنا أن نجد من خلالهم إجابة، والذي أرجوه هو أن تنتهي مشكلتها بالسرعة القصوى، لكي لا تموت هي من الكمد قبل ابنتها، بسبب الروتين، وعدم الاكتراث بمتاعب الآخرين، وهي قضيتنا التي يعيشها الناس مع المسؤول الصغير قبل الكبير.. ما أتمناه هو أن تجد مأساتها حلاً من قِبَل معالي وزير الصحة الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة، هذا الطبيب الإنسان الذي نحبه ويحبه العالم بأسره. • خاتمة الهمزة.. نريد آلية تخدم الناس بدلاً من الاستجداء!! لأنه ببساطة من حق أي مواطن أن يتعالج على نفقة الدولة، وهو المألوف.. وسؤالي هنا هو عن سبب تعقيد أمور هذه المرأة التي لا ترجو سوى تخليص ابنتها من المرض، وما أراه أنا هو أن هناك يدًا تدفع، وأخرى تمنع، والضحية مواطنة.. هي خاتمة مؤسفة لمقال مؤسف.. ودمتم. [email protected]