نحمد الله ونشكره أنكم عدتم إلينا معافين، بعد رحلة علاج كنا خلالها نبتهل إلى الله العلي الكريم أن يديمكم لنا أبًا حنونًا ورؤوفًا، وأن يُنْعِم عليكم بموفور الصحة؛ لأنكم كنتم وما زلتم، خير معين لأبناء وطنكم، بما حباكم الله من حسن دراية وعناية ورعاية، وجدنا من خلالها الاطمئنان والراحة والاستقرار والأمان. ونعلم علم اليقين أن هموم المملكة وشجونها ما غابت عن بالكم لحظة واحدة، بدليل أنكم وقبل أن تطأ قدماكم أرض الوطن، عمّدتم إلى اتخاذ حزمة قرارات اقتصادية واجتماعية وتنموية، لها دلالتها الإنسانية الفائقة التقدير، ولها انعكاساتها الإيجابية في كافة الميادين، ومن أبرزها رفع رأسمال بنك التسليف إلى 30 مليار ريال، وزيادة صندوق الإسكان ب40 مليار ريال، وإعفاء المقترضين من بنك التسليف من قسطين لعامين، وزيادة الاعتمادات المخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة والخدمات المقدمة لهم، فضلاً عن تثبيت بدل غلاء 15 في المئة في مرتبات موظفي الدولة. كما قررتم إحداث 1200 وظيفة لدعم البرامج الرقابية، ودعم ميزانية برنامج الابتعاث، عن طريق ضم كافة الطلبة الذين يدرسون خارج المملكة على حسابهم الخاص؛ إلى برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي، ودعمتم أبناء الأسر المحتاجة في الجامعة، وأعفيتم عددًا كبيرًا من سجناء الديون، وزدتم من دعم الأندية الرياضية، ومنحتم 10 ملايين ريال لكل جمعية مهنية، وإعانة مالية للباحثين عن العمل لعام واحد، وخصصتم 10 ملايين ريال لكل نادٍ أدبي. كل هذا ليس بجديد عليكم، حيث لمسنا من خلال مسيرتكم حجم المشاريع الضخمة، التي تم إنجازها في مجالات الإسكان والتعليم، والمدن الجامعية والصناعية، والخطط التنموية وحقوق المرأة، ومجلس الشورى. وفتحتم باب الحوار على مصراعيه بين الأديان والحضارات وبين كافة الأطياف السعودية.. وكنتم سدًّا منيعًا في مواجهة الإرهاب والتطرّف، دون أن تغمض عينكم عمّا نذرتم أنفسكم للقيام به؛ على المستوى العربي والإسلامي والإقليمي والدولي. ويعود لكم الفضل الأكبر فيما حققت المملكة من مكانة مرموقة من خلال لعب دور ريادي في إدارة السياسة الاقتصادية والمالية على الساحة العالمية. إن ما صدر من قرارات تنموية على يديكم يا سيدي نثمّنه كثيرًا ونرحب به جميعًا، لأن هذه القرارات التنموية تكمل مسيرة تقدم المملكة، وتدعم ما وصلت إليه من مكانة، وتوصل المواطنين إلى مستوى ما وصل إليه السعوديون، فمرحبًا بهذه القرارات التنموية التي وفرت لنا كل التقدم والازدهار والاستقرار، والتي لا تحمل في ثناياها إلاّ الوفاء والإخلاص والتقدير. [email protected]