حذر سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء، رئيس اللجنة الدائمة للافتاء من مثيري الفتن في بلاد المسلمين ومن يحاولون شقّ الصفوف، وطالب بوحدة الكلمة، والالتزام بشرع الله، واتباع نهجه، وقال سماحته في خطبة الجمعة التي ألقاها في الجامع الكبير بمنطقة قصر الحكم : إننا أحوج ما نكون إلى وحدة الكلمة، في وقت يحاول البعض اثارة الفتن، وتثبيط الناس، وبث روح التشاؤم وتيئيس الناس، مؤكدا على بث روح التفاؤل والبشرى بينهم وازالة الهموم والاحزان والتبشير بمستقبل افضل باذن الله . وخصص المفتي العام خطبته عن "ما يحقق للمسلمين الحياة الطيبة" وعدد سماحته الاسباب التي تحقق للمسلم الحياة الطيبة اولها الايمان بالله والثقة في الله عز وجل، والاحسان للخلق بالقول والعمل المعروف، وان ذلك يحقق انشراح الصدر وراحة البال، وقال المفتي العام : إن الحياة كدّ وتعب وفيها المشاق والنصب،ولكن هذا لا يجعل الانسان يعيش في الهمّ والغمّ والحزن، وان الايمان بالله يزيل هذا الغمّ والحزن، مضيفا ان السالمين من الغلّ والحسد والبغضاء هم الذين يعيشون حياة سعيدة هانئة، مشيرا الى ضرورة تعميق الايمان بالله وان كل شيء بيده عز وجل لا بيد المخلوق، فلكل أمة أجل، واذا علم الانسان ان الامر بيد الله ازداد ثقة بالله ورجاء ما عند الله لما عنده من ثواب، والاطمئنان على رزقه لانه من الله ومصدر معيشته من عند المولى عز وجل، الذي تكفل برزق العباد، وهذا لا يمنع ان نبذل كل الاسباب للحصول على النفع المادي من الرزق الحلال . وقال سماحته: إن كل المصائب الجارية في الكون وما يحدث كله بقدر، وعلى المسلم ان يوقن بقضاء الله وان يصبر ويثبت على الحق ويشكر نعماته التي لا تعد ولا تحصى، وان يحافظ على عباداته وان يؤديها على خير وجه لان فيها تفريجا للكروب وازالة للهموم التي في الصدور، وان يحرص على اداء الصلاة وان يقرأ القرآن الكريم وتدبر معانيه فهو فيه الشفاء لامراض القلوب، والاكثار من ذكر الله دائما، وان يلتزم بمجالس الذكر والخير، ومجالسة اهل الخير والصلاح والبعد عن رفقاء السوء وارباب الرذائل والمخالفات الشرعية، والأماني الكاذبة، والذين يزيّنون الشّر، وتزييف الباطل وتلبيسه على الناس . وحذر المفتي العام من القلق في الدنيا والخوف على الرزق، وطالب الجميع بالثقة والايجابية في الحياة والاستبشار بها، وعدم اليأس والقنوط، ولا يكون غاية المسلم معلقة بأحد من الناس، واضاف: اذا ألّمت بالمسلم الخطوب ان يلتزم شرع الله ويسير على نهج رسول الله، كما حذر سماحته من خداع الشيطان الذي يزيّن الهموم والأحزان، ومن يدعو الى المسكرات والمخدرات زاعمين انها تفرّج الهموم والاحزان وتخلق اجواء خيالية وهذا كذب وتدمير للانسان، كما حذر سماحته من الافلام الماجنة الساقطة التي يتسلّى بها بعض الناس، ويفسدون بها العقول، ويرسخون حب الشهوات، كما حذّر سماحته من الذين ييأسون من الحياة ويقدمون على الانتحار للتخلص من الدنيا، ومن يحرقون انفسهم، وقال "هذه اعمال مشينة قبيحة"، وقال سماحته : ان المؤمن ثابت الايمان واثق بالله سائر بما شرعه الله عليه، مبتعدا عن كل ما يغضب الله، وأكد ان المسلم القوي خير من المسلم الضعيف في كل الخير.