عرس خليجي كبير ضم أكثر من سبعمائة شاب جامعي خليجي من أكثر من عشرين جامعة خليجية، هذا العرس شهدته «مسقط» عاصمة عمان الحبيبة قبل أسبوعين، وذلك خلال الدورة الرياضية السابعة لجامعات ومؤسسات التعليم العالي في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية التي استضافتها باقتدار جامعة السلطان قابوس في مسقط. رسالة قوية لها مضامين تدل على جمع الشمل الخليجي وعلى مدى سبعة أيام في تنافس شريف شمل ألعاب جماعية وفردية (كرة القدم، الكرة الطائرة، ألعاب القوى في المضمار والميدان، السباحة، اختراق الضاحية، تنس الطاولة، والتنس الأرضي)، ومع الخطوات الأولى للمشاركين في الدورة على أرض السلطنة، وغيوم الخير حلقت بخطواتها الهوينا حاملة معها مطر الخير والحب ورياح الأخوة والمحبة، فارتفعت معنويات الجميع لتعانق السحب القادمة من بعيد، لتشاهد أجواء الدورة الحميمية والرائعة، وتشارك في زيادة حماس اللاعبين، ورغم برودة الأجواء التي حملتها السحب والأمطار الوديعة إلا أن حرارة الدورة كانت ملتهبة، والفرق تتنافس للفوز وتحقيق النتائج المطلوبة، وقدمت الدورة رافدًا للأندية وللمنتخبات الوطنية بجيل جديد من المواهب الشابة كما تأتي في إطار تحقيق الأهداف السامية لتعزيز العمل الخليجي المشترك وخاصة على مستوى الشباب الذين هم أمل الغد وقادة التنمية في المستقبل. لقد كانت الدورة فرصة ذهبية في زيادة التفاهم وتبادل الخبرات والتجارب ليس بين اللاعبين فقط لكن أيضًا بين الإداريين والمدربين والقيادات الشبابية الخليجية في جامعات خليجنا العزيز، ولاشك أنها ستسهم مستقبلًا في تنمية نتاجات المجتمع من الشباب الخليجي الواعي المثقف المتزود بالعلم والإيمان. لا أستطيع أن أصف السعادة التي شاهدناها وعلى مدى أسبوع كامل في وجوه جميع المشاركين في الدورة وهم يسعدون بالتنافس الشريف في الميادين الرياضية كان واضحًا الجهود الكبيرة التي بذلها العاملون في اللجان المنظمة من جامعة السلطان قابوس خاصة في عمادة شؤون الطلاب الذين قاموا بجهود كبيرة في التنظيم بكل حب وإخلاص. سيتذكر الجميع لاعبون وإداريون ومدربون وحكام وجمهور.. سيتذكرون الأيام والليالي الجميلة في مسقط، والدورة بكل ما تحمله من تفاصيل أخوية ستبقى في الذاكرة، وبعيدًا عن النتائج ستبقى الذكريات واللحظات الجميلة على جدار الزمن. إن هذه الدورة نقطة انطلاق وإشعاع قوية لتطوير مستقبل الرياضة الجامعية في الخليج، ولأننا خرجنا من رحم التجربة يجب علينا أن ننطلق إلى آفاق أكبر وأرحب من خلال إنشاء اتحاد خليجي رياضي جامعي يجمع الأشقاء الخليجيين ويعطي دفعة كبيرة وجرعة إلى الأمام. إن هذه اللحظات التاريخية الجميلة لابد لها من ذهب يرصعها ويزينها بلمعانه، فهذا هو حال الرياضة.. الكل يسعى للتتويج ويرنو لاعتلاء منصاته، وهذا حق مشروع ومطلب ضروري لجميع الفرق المشاركة، وكان قصب السبق والتفوق للجامعات السعودية، فجاءت جامعة المؤسس – جامعة الملك عبدالعزيز – في الصدارة بلا منازع، في المركز الأول ودرع التفوق العام بتسعة عشر ميدالية منها (10) ذهبية، و(7) فضية، و(2) برونزية تلتها الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب في الكويت، وجامعة قطر ثم جامعة جازان فالجامعة المستضيفة جامعة السلطان قابوس، ثم جامعة الإمارات، ثم جامعة أم القرى وجامعة الملك سعود، دورة رياضية سابعة حققنا فيها الذهب والفضة والبرونز وكذلك ألماس المحبة والإخاء والترابط بين إخواننا وأشقائنا. فشكرًا لجامعة السلطان قابوس ولعمادة شؤون الطلاب بها، وإلى الملتقى في الدورة الرياضية الثامنة للجامعات الخليجية في جامعة الملك سعود وبالتوفيق. [email protected]