يواجه بعض الأطفال مشكلة عدم القدرة على ممارسة الكلام بصورة عادية تتناسب مع عمره الزمني وجنسه، وهو ما يعرف ب«اضطرابات النطق والكلام» والتي تعرضه للعديد من المشاكل، أهمها فقده التواصل مع الآخرين. وفي ذلك يذكر فهد النشمي الحويفي منسق موهوبين بالإدارة العامة لرعاية الموهوبين أن هذه الاضطرابات قد تكون بسيطة ولكن لها تأثير قوي من عدة نواحي، حيث تؤثر على الثقة بالنفس والتحصيل الدراسي، كما أنها تؤثر على المواهب. وقال: إن العديد من أولياء الأمور لا يهتمون كثيرًا عندما يلاحظون «لدغة» لدى أبنائهم في حرف معين أو إبدال حرف بآخر، بل قد يستمتعون به عندما ينطقه ولا يعلمون أنهم بذلك يؤثرون عليه، وتتمثل اضطرابات النطق في صعوبة نطق أصوات الكلام عند الطفل، أو عدم استخدام الكلام بصورة فاعلة في عملية التواصل مع الآخرين. اللثغة والثأثأة وأوضح الحويفي أن هنالك أكثر من نوع لهذه الاضطرابات كالتحريف، وهو نطق الصوت بطريقة تقربه من الصوت العادي، بيد أنه لا يماثله تمامًا وينتشر بين الصغار والكبار، وغالبًا يظهر في أصوات معينة مثل حرفي «س، وش» وهو ما يسميه البعض الثأثأة أو اللثغة، مضيفًا أنه قد يحدث ذلك نتيجة تساقط الأسنان، أو عدم وضع اللسان في موضعه الصحيح أثناء النطق، أو انحراف وضع الأسنان أو تساقطها على جانبي الفك السفلي، مما يجعل الهواء يذهب إلى جانبي الفك وبالتالي يتعذر على الطفل نطق أصوات مثل «س، ز». ولتوضيح هذا الاضطراب يمكن وضع اللسان خلف الأسنان الأمامية -إلى أعلى- دون أن يلمسها، ثم محاولة نطق بعض الكلمات الى تتضمن أصوات. بالإضافة إلى نوع آخر وهو “الحذف”، وفي هذا النوع من عيوب النطق يحذف الطفل صوتًا ما من الأصوات التي تتضمنها الكلمة، ومن ثم ينطق جزءًا من الكلمة فقط، وقد يشمل الحذف أصواتًا متعددة وبشكل ثابت يصبح كلام الطفل في هذه الحالة غير مفهوم على الإطلاق حتى بالنسبة للأشخاص الذين يألفون الاستماع إليه كالوالدين والأخوة وغيرهم، مشيرا إلى أنه تميل عيوب الحذف لأن تحدث لدى الأطفال الصغار بشكل أكثر شيوعًا مما هو ملاحظ بين الأطفال الأكبر سنًا، كذلك تميل هذه العيوب إلى الظهور في نطق الحروف الساكنة التي تقع في نهاية الكلمة أكثر مما تظهر في الحروف الساكنة في بداية الكلمة أو في وسطها، بالإضافة إلى أنواع أخرى كان يستبدل الطفل حرف (س) بحرف (ش) وهو يؤدي إلى خفض قدرة الآخرين على فهم كلام الطفل عندما يحدث بشكل متكرر. اضطرابات النطق ويؤكد الحويفي على ضرورة عمل المسح المبدئي لعملية النطق وهي تستخدم عادة في المدارس العامة للتعرف على الأطفال ممن لديهم اضطرابات نطق خلال مرحلة رياض الأطفال، والسنوات الأولى من المرحلة الابتدائية، ومن ثم يمكن تحديد أسبابها في وقت مبكر، فتقدم برامج التدريب المناسبة لتلافي تطورها أو ثباتها مع الأطفال، وتحويل الحالات الشديدة إلى أختصاصي علاج اضطرابات النطق والكلام لتلقي العلاج المناسب. وتتضمن هذه العملية فحص الأطفال – من قبل المتخصصين – قبل التحاقهم بالمدرسة، حيث يلاحظ كلام الطفل أثناء الحديث العادي، مع التركيز على عملية النطق والكلام بصورة عامة، وكفاءة الصوت، وطلاقة الكلام وغيره. ونظرًا لأن كثيرًا من الصغار يحجمون عن الكلام بحرية أمام الغرباء يرى أنه يتحتم على الاختصاصي إعداد الظروف الملائمة التي تشجع الطفل على الكلام، مع قصر مدة المقابلة، وربما يستعين بجهاز تسجيل صوتي في هذا الصدد. ويلزم أثناء الفرز التركيز على أصوات الكلام التي يشيع اضطراب نطقها لدى الصغار التي يشيع فيها ابدال الأطفال الذين يعانون من اضطرابات النطق دون التركيز على أسبابها أو كيفية علاجها. مختتما حديثه أنه من الضروري تمييز الأطفال الذين يعانون من اضطرابات مؤقتة يمكن أن تعالج مع نموهم، وأولئك الذين يعانون من اضطرابات تحتاج إلى علاج متخصص. وهنا يلزم إشراك أولياء الأمور في عملية الفرز، مع إقناعهم بضرورة تحويل أطفالهم للعلاج إذا لزم الأمر. كما يمكن إعداد وسيلة مقياس تتضمن بعض الكلمات والجمل التي يطلب من الطفل نطقها، أو يتم تحليل كلامه للتركيز عليها أثناء عملية الفرز.