(1) الزمن القديم - الكون المتسع .. ينشد ناظم حكمت ذات نظم نضالي حكيم “أيها الطفل/من حقك العفرتة/وتسلق الجدران المسيجة”، ويقول أحد الحكماء (المجنحين): “تكلم وأنت غاضب على حقك، فستقول حديثا عظيما ولا شك، ولو ندمت عليه طويلا”، ويكتب رافع القلم العروبي الاسلامي مديدا مصطفى الرافعي فنقرأ: “الشباب هم القوة، فالشمس لا تملأ النهار في آخره، كما تملأه في أوله”، ويغني البياتي في ليلة لا تنسى: “ناديت بالبواخر المسافرة/بالبجعة المهاجرة/.. بالذكريات الهرمة/بكل ساعات البيوت المظلمة/بالكلمة وريشة الفنان/بالظل والألوان/والبحر والربان/أن نحترق/لتنطلق/منا شرارات تضيء صرخة الثوار/وتوقظ الديك الذي مات على الجدار”. (2) 25 يناير 2011م - القاهرة .. هل يمكن أن يحجب متضخم بشري أشعة ضياء الشمس؟ أيمكن في لحظة بائسة أن يلقى حجر عابث ليمنع تدفق نهر جار غمر -كنهر النيل العظيم مثلا-؟ هل يستطيع متوهم أن يمنع عن كل هذا الفضاء صوت تغريد البلابل،كي لا يصل بفتنة إلى الأسماع المتلهفة للحب والخير والجمال؟ أثمة قوة على وجه الأرض تقدر أن تنزع روح الشعر من خيال شاعر حقيقي؟ أو موهبة التشكيل والتلوين من طاقة فنان خالص؟ أو حميا الكتابة من يد كاتب للنضال والحق والحياة؟ أو سورة العشق من قلب وإله متيم؟ .. هل يمكن للطيف أن يتخلى عن ألوانه الشجية؟ أو للقمر أن يتنازل عن أشعته الندية؟ أو للبحر أن يتجرد من زرقته العتية؟ هل يمكن أن تفقد السماوات سموها؟ أو تترك الأشجار ظلالها؟ أو أن يجترئ الجبل على صموده فيستخف مسرعا إلى السهول؟ أو أن يضيق الماء بعنصريه الأثيرين (الأكسجين) و(الهيدروجين) فيغيرهما (بالزئبق) و(النيتروجين)؟! (3) 11 فبراير2011م - القاهرة .. إذا كان النفي عنوانا بارزا لكل تلك الأسئلة الهادئة.. إذا كان كل ذلك يستحيل ولا (يصح) أو يتسق مع القوانين الإلهية والسنن الكونية، التي جاء النفي البدهي، مؤكدًا لنواميسها الأزلية.. فإن بهجة هذا اليوم (الفاخر) من فبراير مصر المحروسة له ما يبرره، ويدلل عليه في سنن الله الكونية على أرضه.. فلا مبرر إذن لمندهش أن يفغر فاه مشدوها بغباء! ولا مكان لمحايد أن يظل متواطئًا مع سكونه القميء إلى الأبد! ولا زمن للذين خارج (التحرير) مستمرين في اجترار قناعاتهم (المستقرة) المتصلدة إلى آخر مدى! ففي (الاستقرار) أحيانا فوضى الخطيئة! وفي (الحياد) أبدا حمى الجبن والخديعة! (4) 13 فبراير 2011م .. هنيئا لك يا (مصر) استقرارك الجديد الصاخب بالحق والكرامة.. هنيئا لك يا (مصر العروبة) بالاستقرار الصارخ بنداءات الإنسان الخالص في أرقى درجات سموه و(إنسانيته).. هنيئا لك بجيل يناير - العام الجديد.. وأخيرا: (كل الكلام أزرق إن حكيت أكثر بغرق.. يا مصر) (1) 1- (بتصرف دال من نص للشاعر مسفر الدوسري).