وصف الدكتور عبدالقادر محمد تنكل المشرف العام على إدارة الأمن والسلامة بجامعة الملك عبدالعزيز جامعة الملك عبدالعزيز بجامعة «التحدي»، مشيرًا إلى إنشاء فروع جديدة في مختلف المناطق المحيطة بمحافظة جدة في مدة زمنية لم تتجاوز ال6 أشهر. وقال إن الجامعة احتجزت 44 من الطلاب أثناء كارثة السيول الأخيرة في مبنى كلية الاقتصاد والإدارة بالجامعة؛ لأن المناطق التي يسكنون بها كانت قد غمرتها المياه وتضررت من جراء مياه السيول وأشار إلى أن مسؤولي الكلية وعمداء الكليات الأخرى وقفوا إلى جانبهم بالمبنى إلى حين إخلائهم ونفى د. تنكل ما تردد عن وجود إصابات للطلاب والطالبات ووجود حالات غرق ووفاة، مؤكدًا أن الجامعة لم ترصد أي شيء من ذلك ما عدا حالات انهيار عصبي ل6 طالبات «حوامل» وتم نقلهن مباشرة للمستشفى الجامعي لمتابعة حالتهن وتوفير لهن الإسعافات اللازمة كما لم ترصد الجامعة أيضا سوى تسربات لمياه الأمطار في عدد من المباني والفصول والمعامل بالجامعة جاء ذلك خلال جولة قامت بها “المدينة” بجامعة المؤسس للوقوف على تلك الأحداث ومتابعة أهم المشروعات التي تقدمها الجامعة حول تصريف المياه. 5000 وجبة غذائية قال د. تنكل إن الجامعة قامت بتوفير 5000 وجبة غذائية إضافة إلى تقديم عدة وجبات من عدة مطاعم سريعة للطلاب ووصف د. تنكل حالة الطالبات وقت سيول الأربعاء بالهلع والخوف الشديد نظرًا لأن البعض منهم ما زالت مشاهد كارثة سيول جدة العام الماضي باقية بأذهانه، مشيرًا الى أنه تأثر بما طالب به بعض الطالبات بالخروج من الجامعة بأي طريقة كانت، إضافة إلى ما عانت منه بعض المسؤولات والوكيلات من رفض بعض الطالبات من الخروج والانتقال للمباني معهم، مؤكدًا أن تلك الحالات لم تؤثر في عملية إخلائهن. وقال إنه تم تجميع الطالبات في عدة مبانٍ بالجامعة “20، 9، الجوهرة، كلية العلوم، المكتبة المركزية”، وبعدها تم نقلهن إلى المباني ذات الأدوار المتعددة “سكن الطالبات” بعد ما كانوا في مبانٍ ذات دور واحد وذلك كمرحلة أولى لتنفيذ عملية إخلاء الطالبات، مشيرًا إلى أنهم حرصوا على عدم خروج أي طالبة إلا بحضور ولي أمرها إلى الجامعة للتأكد على سلامتها، ولم يخف د. تنكل حدوث حالة التماس كهربائي في أحد المباني شطر الطالبات “مبنى 13” وتم التعامل معه سريعًا، في مدة لم تتجاوز 15 دقيقة، خطة ناجحة وأضاف د. تنكل أن الجامعة قامت بدورها الاجتماعي كما هو متعارف عليها دائمًا حيث قامت بفتح جميع أبواب الجامعة الرئيسية وعدم إقفالها والذي قد قامت به في كارثة السيول العام الماضي، وذلك مساهمة من الجامعة لمرور المركبات وتسهيل الحركة عبر الطرق المحيطة بالجامعة، مشيرًا أنه تم إقفال تقاطع شارع عبدالله سليمان مع شارع الأمير ماجد نظرًا لغمور المياه به وتم من خلاله تحويل وإدخال السيارات إلى المواقف بالمستشفى الجامعي والبوابة المواجهة لشركة بالبيد للسيارات. نجاح الإخلاء وعن مدى نجاح خطة الإخلاء أكد د. تنكل أنهم سيطروا على الوضع بعد مرور ساعتين من هطول الأمطار فقط، وتم إخلاء الطالبات بوقت قياسي لم يتجاوز ال 5 ساعات، حيث تم إخلاء الطلبة وإيصالهم إلى منازلهم خلال 16 ساعة، مشيرًا إلى أنهم بالرغم من ذلك إلا انهم لم يصلوا للمرحلة الأساسية لتفعيل خطط الإخلاء بأوقات الطوارئ والأزمات. وأوضح أنهم بحاجة ماسة لتطوير خطط الإخلاء بالجامعة وذلك من خلال إشراك “الطلاب والطالبات” في عمليات الإخلاء أوقات الأزمات والطوارئ، لافتًا الى أنهم طلبوا من عمادة شؤون الطلاب بالجامعة القيام بذلك من خلال تكوين فرق تطوعية مكونة من الطلبة للمساهمة في خطط الإخلاء والإنقاذ بالجامعة وتطوير مهارات منسوبي الجامعة من إداريين وفنيين وهيئة أعضاء تدريس للتدرب على خطط الإخلاء، وزيادة عدد “10باصات، 4 سيارات إسعاف” لنقل الطلاب والطالبات أثناء عملية الإخلاء بشكل سريع وقياسي، كذلك بناء مراكز للإيواء إضافية داخل الجامعة. الجامعة في خطر وأكد د. تنكل أن موقع جامعة الملك عبدالعزيز في خطر لأنها تقع بين عدة أودية “قوس، مريخ، عشير، غليل”، مشيرًا على أن مجرى السيل الجنوبي والذي يقطع الجامعة يساهم في تصريف مياه الأمطار والسيول بالجامعة ولكن ليس بالقدر المطلوب، حيث انه بحاجة إلى توسعه بامتداد شارع بن لادن وكليو 2 بالإضافة إلى تعديل شارع جاك بقويزة على الخط السريع ليصبح مؤهلًا لتصريف المياه بشكل آمن، مؤكدًا أنه لو تمت عملية التوسعة فإنها ستعزز فرصة تصريف مياه الأمطار والسيول ليس عن الجامعة فقط بل على مستوى جنوبجدة بأكملها. وأوضح أن الدراسات التي قدمتها هيئة المساحة الجيولوجية لدرء المخاطر عن شرق جدة تضمنت إنشاء سدين بأعلى وادي قوس والتي هي كذلك ستحمي مواقع الجامعة من أضرار مياه الأمطار والسيول، ومن بين تلك المواقع مباني الإسكان الطلابي والقريب من مخطط أم الخير المتضرر في كارثة السيول، إضافة إلى أنه سوف نقوم بتأهيل تلك المباني وتدعيمها بسور خاجري ورفع للمداخل وحماية للبدرومات بها، كذلك عمل مرتفعات للمباني لحمايتها من أي مخاطر متوقعة. تأهيل 50 مبنى وأضاف أنه تم إعادة تأهيل 50 مبنى ومعملًا وفصول دراسة ومراكز بحثية بالجامعة نظرًا لوجود تسربات للمياه بها، وما لحق البعض منها كذلك من أضرار أثناء كارثة سيول جدة العام الماضي، مشيرًا الى أن عمليات التأهيل شملت إعادة العزل لجميع أسطح المباني وتغطية المناور بها وضبط منسوب المياه بها، كذلك سفلتة المواقع الترابية بالجامعة كافة للتقليل من حجم تجمعات المياه في المناطق الترابية، بالإضافة إلى تهيئة أماكن للإخلاء والتجمعات بالجامعة. ونوه إلى أنه تم ترميم وتأهيل عدد من الكليات والمراكز بالجامعة كليات “الطب، الآداب، الهندسة، الاقتصاد والإدارة، تصاميم البيئة، علوم البحار، الأرصاد”، مشيرًا الى أن هناك تطورًا نوعيًا للمشروعات بالجامعة حيث تم الانتهاء من معظمها وذلك نتيجة للمتابعة الدقيقة التي يقوم بها مسؤولو الجامعة وذلك على إنجاز المشروعات بشكلها المطلوب وفي وقتها المحدد، إضافة إلى وجود الاستشاريين بالجامعة. تأهيل الفروع وقال د. تنكل إنه سيتم تأهيل المباني كذلك في فروع الجامعة الأخرى في كل من “رابغ، خليص، الكامل، شمال جدة” كذلك بالنسبة للطالبات في أحياء “الشرفية، الرحاب، السلامة، الفيصلية”، مشيرًا الى أن حجم ميزانية مبالغ المشروعات المالية لشطر الطالبات قدرت ب120 مليونًا. وأطلق د. تنكل التحدي على من كان يسمي فرع الجامعة في الشرفية ب “المدرسة” سابقًا، مشيرًا الى أن ذلك المسمى تغير بحلته الجديدة مع عمليات التأهيل والتي لا بد أن يتغير المسمى معه، وبين أنه يطلق على جامعة الملك عبدالعزيز لقب “جامعة التحدي” وذلك لما تعرضت له من إرهاق كبير خلال الفترة الماضية وذلك بإنشاء فروع جديدة للجامعة في مختلف المناطق المحيطة بمحافظة جدة في مدة زمنية لم تتجاوز ال6 أشهر.