تظاهر آلاف الشبان اليمنيين أمس في وسط صنعاء، مطالبين بتنحي الرئيس علي عبدالله صالح، غداة استقالة نظيره المصري حسني مبارك على إثر تظاهرات شعبية، وهتف حوالى أربعة الاف متظاهر تشكلت أكثريتهم من الطلبة "بعد مبارك اليوم دور علي"، مطالبين باستقالة الرئيس اليمني. وعلى وقع هتافات "ارحل ارحل يا علي" و"الشعب يريد اسقاط النظام" توجه المتظاهرون من جامعة صنعاء نحو وسط العاصمة. وقد بدأت التظاهرة بتلاسن حاد بين مجموعة من الطلبة وانصار من الحزب الحاكم المؤتمر الشعبي العام كانوا يريدون منع طالب من رفع يافطة على مدخل الجامعة، وعند الظهر كان المتظاهرون في جادة جمال عبد الناصر في وسط صنعاء التي تبعد 500 متر عن ميدان التحرير الذي يحتله انصار الحزب الرئاسي. واحتشد آلاف المتظاهرين ومنهم نواب من المعارضة وناشطون في مجال حقوق الانسان مساء الجمعة في وسط صنعاء للاحتفال باستقالة الرئيس المصري حسني مبارك والمطالبة بسقوط نظام الرئيس اليمني علي عبدالله صالح. إلا أن آلافا من المتظاهرين من المؤتمر الشعبي العام (الحزب الحاكم) تدخلوا بعد ذلك وأخرجوهم من الساحة من دون عنف، وصباح السبت نصب المؤتمر الشعبي العام خياما لإقامة معرض للاشغال اليدوية في ميدان التحرير ومنع المعارضة من التظاهر فيه. وكان عشرات الآلاف من انصار المعارضة قد تظاهروا في الثالث من فبراير ضد الرئيس علي عبد الله صالح الذي يتولى الحكم منذ 32 عاما، لكن التظاهرات توقفت بعد ذلك، وطلبت المعارضة البرلمانية من الرئيس تطبيق وعوده بإجراء اصلاحات. من جهته قال مصدر مسؤول حكومي في اليمن، إن بلاده تعبر عن احترامها لخيار وإرادة الشعب المصري الشقيق، وثقتها في قدرة المجلس الأعلى للقوات المسلحة في مصر العزيزة على إدارة شؤون البلاد خلال هذه الظروف العصيبة التي تمر بها الشقيقة الكبرى مصر، وبما يوصلها إلى بر الأمان ويؤمن كافة المناخات التي يستطيع في ظلها الشعب المصري الشقيق تجسيد كافة تطلعاته وآماله في الحرية والديمقراطية والأمن والاستقرار والتقدم والازدهار. وكان الرئيس اليمني علي عبدالله صالح، ترأس في وقتٍ متأخر من مساء الجمعة، اجتماعا موسعا لمجلس الدفاع الوطني والقيادات السياسية واللجنة الأمنية العليا. وناقش الاجتماع العديد من القضايا المتصلة بالجوانب الاقتصادية وجهود البناء والتحديث في القوات المسلحة والأمن بالإضافة إلى القضايا المتصلة بتحسين الأجور لموظفي الجهاز الإداري للدولة ومنتسبي القوات المسلحة والأمن وترشيد الإنفاق وتنمية الإيرادات وزيادة الموارد. وأقر الاجتماع إطلاق العلاوات الخاصة بموظفي الجهاز الحكومي ومنتسبي القوات المسلحة والأمن، عقب تطبيق المرحلة الثالثة من استراتيجية الأجور والمرتبات وبما يحسن الأوضاع المعيشية لموظفي الدولة في الجهاز المدني ومنتسبي القوات المسلحة والأمن. كما أقر الاجتماع اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لترشيد الإنفاق الحكومي وفي كافة المرافق ومنع شراء أي كماليات أو بناء أي مبانٍ جديدة غير ضرورية، وإعطاء الأولوية لتشغيل المباني والمرافق التي تم إنجازها سواء كانت التابعة لوزارة التربية والتعليم أو التعليم العالي والبحث العلمي أو الصحة العامة والإسكان والإدارة المحلية والعدل والاتصالات والزراعة والري أو الوزارات والجهات الحكومية الأخرى. من جهة أخرى شدّد وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ على ضرورة تركيز الحكومة اليمنية على الإصلاح السياسي وزيادة النمو الاقتصادي وتوفير فرص العمل، وأكّد هيغ في بيان صحفي نشره الموقع الإليكتروني لوزارة الخارجية البريطانية، أهمية الحوار الوطني لتحقيق مشاركة سياسية واسعة النطاق في الانتخابات البرلمانية والرئاسية القادمة. وأشار البيان إلى أن هيغ التقى الأربعاء خلال زيارته لليمن الرئيس علي عبدالله صالح، وكبار المسؤولين والوزراء وممثّلي المعارضة، وكان في صحبته في زيارته هذه الوزير في وزارة التنمية الدولية آلان دنكان. وحثّ وزير الخارجية في لقائه مع الرئيس علي عبدالله صالح على إحراز تقدّم أكبر وأسرع في الإصلاح السياسي للمساعدة في تحقيق الاستقرار في اليمن على الأجل البعيد، ودعا الرئيس صالح إلى تنفيذ الخطة ذات النقاط العشر التي تم الاتفاق عليها خلال الاجتماع الأخير لأصدقاء اليمن.