كما حذف العلمانيون من الطبعة المزورة لكتاب (الإسلام والنصرانية مع العلم والمدنية) مميزات الإسلام فى الموقف من العلم والمدنية، وثمرات هذا التميز فى البناء الحضاري للإسلام والمسلمين ذهبوا بعيدًا على طريق التزوير لهذا الكتاب المتميز في الآثار الفكرية للإمام محمد عبده فحذفوا كل ما كتبه الأستاذ الإمام عن أصول النصرانية ليخرجوا بهذا الكتاب عن صلب رسالته والمقارنة بين الإسلام والنصرانية في الموقف من العلم والمدنية وهو من أنفس وأعمق ما كتب في هذا الميدان! نعم لقد حذفوا ما كتبه الأستاذ عن الأصول الستة للنصرانية والتي قد حلها ببحث عن “طبيعة الدين المسيحي”. و“تمهيد لهذه الأصول الستة... ثم توالت عناوينها الأصل الأول للنصرانية؟ “الخوارق” الأصل الثاني للنصرانية سلطة الرؤساء الأصل الثالث للنصرانية “ترك الدنيا” الأصل الرابع للنصرانية “الايمان بغير المعقول” والأصل الخامس للنصرانية: أن الكتب المقدسة حاوية لكل من يحتاج إليه البشر في المعاش والمعاد والأصل السادس للنصرانية: التفريق بين المسيحيين وغيرهم حتى الأقربين” ثم حذف العلمانيون المباحث التي استخلص فيها الاستاذ الامام دلالات هذه الأصول على موقف النصرانية من العلم والمدنية.. وهي المباحث التي استخلص على موقف النصرانية من العلم والمدنية وهي المباحث التي ذكرها تحت عناوين: 1- نتائج هذه الأصول وآثارها 2- مقاومة النصرانية للعلم “3- مراقبة المطبوعات ومحكمة التفتيش 4- اضطهاد المسيحية للمسلمين واليهود والعلماء عامة 5- مقاومة السلطة المدنية وحرية الاعتقاد 6- مقاومة الجمعيات العالمية والكتب 7- البروتستانت والاصلاح 8- الفصل بين السلطتين في المسيحية 9- اعتقاد المسلمين في المسيح والمسيحية”. كل هذه المباحث قد حذفتها الطبعات المزورة التي أصدرها العلمانيون لكتاب الأستاذ الامام (الإسلام والنصرانية مع العلم والمدنية) وذلك توسلا على إدراج الأستاذ الإمام في عداد العلمانيين والتنويريين بالمعنى الغربي والوضعي واللا ديني فارتكبوا بذلك مذبحة فكرية قل نظيرها في ميدان تزوير الكتب ومسخ المؤلفات! وبعد هذا التزوير بالحذف والبتر للمباحث المعبرة عن رسالة الكتاب المقارنة بين الإسلام والنصرانية في الموقف بين العلم والمدنية اقترفت هذه الطبعات المزورة تزويرًا آخر بالحشو والإضافة فأدخلت في هذا الكتاب ما لا علاقة له به فلقد حشروا في هذه الطبعات المزورة مباحث لا علاقة لها بموضوع الكتاب ذلك مثل (بحث الإنسان عالم صناعى) وهو من مقالات جمال الدين الافغاني في مجلة (العروة الوثقي) نشر سنة 1883م.. أي قبل تأليف كتاب الإسلام والنصرانية بعشرين عامًا ولا علاقة لها بموضوع الكتاب وابحاث المسألة الإسلامية بين هانوتو والامام وهي ستة مقالات كتبها الامام سنة 1900م، ردًا على السياسي الفرنسي “هانوتو (1835- 1944م) وليس على فرح أنطون ونشرها في صحيفة (المؤيد) وليس في المنار)! هكذا بلغ الخلط والتخليط في التزوير في كتاب (الإسلام والنصرانية مع العلم والمدنية).. وعلى رؤوس الأشهاد!