كانت مرحلة معرفتي بالمؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني، بدءاً بأول سكن بجدة في طريق مكة بجانب المعهد الصناعي، والمعهد أقدم منشأة للتعليم الفني والصناعي بالمملكة العربية السعودية حيث أنشئ قبل 52 عاماً. أتذكر جيداً أن فنان العرب «محمد عبده» من مخرجات المعهد الصناعي بجدة، فكلما أجرى مقابلة ذكر فيها أسرار وأسوار المعهد الصناعي، وأصبح المعهد يعنون بيتنا. ومحنة سيول جدة تشكلت فيها ثقافة جديدة هي ثقافة التطوع، وأنها ليست محصورة بسن ولا بجنس أو لون، وأفرزت هذه الثقافة جيلاً جديداً من الشابات والشبان، يعملون بإخلاص وتفانٍ ومثابرة ووطنية، وقد شاركت المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني في الإغاثة بعدة نشاطات، وكانت لها مشاركة متميزة لشباب بالبدلات الرسمية والخطوات العسكرية، يتسمون بالنشاط والحيوية والجد والمثابرة، وروح الانضباط وسعة التنظيم والانضباط والفهم والإفهام؛ وكانوا حصاداً لبرنامج التدريب العسكري المهني. وهذا البرنامج يستهدف توفير بيئة تدريبية من قبل القطاعات العسكرية تحتضن الشباب السعودي الباحث عن عمل، وتمدهم بمهارات سلوكية ومهنية في شتى المهن، التي يحتاجها القطاع العسكري والمدني وسوق العمل، بأيدي فنية مدربة، ضمن منظومة معرفية وثقافية بين الشمولية والتخصص، يركز فيها على الجانب التطبيقي. اختلف اليوم عن الأمس؛ فلا مكان لمقارنة أو مقاربة؛ بين أعمال المؤسسة بالأمس واليوم. استيقظ الحنين مجدداً في خاطري في حملة التطوع لشباب المعهد الصناعي الذي كان يعنون بيتنا، فجال شراع قلمي عن شباب فرحين فخورين بمساهمتهم التطوعية، سواء داخل أرض المعارض بالغرفة التجارية بجدة، أو مشاركتهم في العمل الميداني التطوعي، ليبقى الغد مدار كل الحكايات. [email protected]