أشاد معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة بخطوة الوزارة نحو المشروع التوعوي للاستخدام السليم للإنترنت، وقال عقب تشريفه مساء أمس الأول للعرض الافتتاحي لمسرحية “أنا وأنت والنت” في مركز الملك فهد الثقافي بالرياض: “إن الممثلين والمخرج والمؤلف استطاعوا إيصال الرسالة التي تهدف إليها المسرحية وهي ضرورة الاستعمال الصحيح للإنترنت”، داعياً لمزيد من الأعمال التي تهدف إلى تكريس توعية المجتمع نحو الاستخدام السليم للنت، وموكداً على أن الوزارة حريصة على تفعيل برامج مشروع سليم نت طوال العام، مشيراً إلى أن هناك دراسة بهذا الشأن. كما أشاد الوزير خوجة بقناتي “الثقافية” و“أجيال”، مؤكداً على أنهما من القنوات التلفزيونية التي أثبتت حضورها في الساحة الإعلامية بما تقدمه من برامج ذات مضمون هادف. هذا وكان جمهور مدينة الرياض قد استمتع على مدى اليومين الماضيين بعرض مسرحي يُختتم مساء اليوم عن التوعوية السليمة لاستخدام النت بعنوان “أنا وأنت والنت” من تأليف ماضي الماضي وإخراج الدكتور شادي عاشور. وتناول العرض مشاكل الشباب مع الإنترنت وإبراز إيجابياته والتحذير من سلبياته، وذلك في دلالة على حياة بعض طلاب الجامعة الذين يعيشون في السكن الجامعي بشيء من الفوضى وربما الاستخدام السيئ للنت في ظل شعورهم بالبعد عن رقابة المنزل والوالدين. ولم تخلو المسرحية من إسقاطات أمطار جدة والمشاكل التي يعاني منها طلاب الجامعة خاصةً مع السكن كمضايقة أصحاب العمائر لهم برفع الإيجار بشكل متكرر وبالتحديد قبل الاختبارات أو مطالبتهم بالخروج بحجة الرغبة في تزويج أبناء صاحب العقار أو الرغبة في تحويل السكن إلى سكن عائلي علاوة على ضيق الغرف التي استطاع المخرج التعامل معها بديكور لعمارة مكونة من أدوار متعددة أظهرت الطلاب داخلها وكأنهم في علب ساردين في دلالة على ضيق مساحات غرف السكن لدينا وبمساحات لا تتجاوز مترين في مترين وهو ما يشير إلى جشع أصحاب العقار، وكذلك تناول العرض موضوع حجب بعض المواقع والهكرز، حيث حاول عبدالعزيز السكرين الذي قام بدور أحد أساتذة الجامعة (الدكتور خالد) التواصل مع الطلاب ليوضح لهم أضرار الاستخدام السيئ للنت مشيرا إلى أن الحبوب فيها الدواء وفيها المخدر والشراب منه العصير النافع ومنه المسكر وكذلك النت فيه الضار وفيه النافع وعلينا الاستفادة مما هو نافع وغير ضار في شتى مناحي الحياة. وقد شارك في تمثيل المسرحية كل من الفنانين: علي إبراهيم وعبدالعزيز السكرين ويزيد الخليفي وخالد صقر ومحمد الشدوخي وسعود العبد اللطيف ومعاوية عمر وفيصل معاذ. مخرج المسرحية الدكتور شادي عاشور أوضح ل “المدينة” أنه تعامل مع النص الذي كُتب أساساً كعمل تلفزيوني بأسلوب المسرح الجديد بعد تحويله إلى نص مسرحي، وقال إنه اعتمد على كوميديا الموقف بدلاً من الأسلوب المباشر للنص معتمداً على الشخصيات واستخدام الأبعاد والمشاهد التي أبهرت الحضور وقد تضمنت المسرحية ثلاثة فصول وُزعت على أربعة مشاهد حافلة بالإسقاطات والمواقف والطرائف التي تطرقت إلى جوانب الموضوع. من جانبه قال رئيس جمعية المسرحيين أحمد الهذيل ل “المدينة”: لا تعليق.. مشيراً إلى أن العمل قد بُذل فيه جهد كبير وصُرفت عليه أموال طائلة من خلال ما شاهدناه في الديكور إلا أنه لم يكن في العمل بناء درامي لنص متكامل يساهم في نضوج العملية الإخراجية التي جعلت من نهاية المسرحية تأتي على شكل إملاءات وعظية وليست خاتمة مسرحية. وعن دور جمعية المسرحيين في تقديم هذه المسرحية قال الهذيل: ليس لها أي دور في هذه المسرحية ولذلك نتمنى في الجمعية أن نجد دعم وزارة الثقافة والإعلام بعدم عرض أي عمل مسرحي دون موافقة الجمعية لأن ذلك يعد مخالفة صريحة للائحة الجمعية التي كونتها الوزارة لتكون هي الجهة المنظمة والمشرفة على الحراك المسرحي السعودي داخل المملكة وخارجها. الجدير بالذكر أن المشروع التوعوي للاستخدام السليم للإنترنت يعد من مشاريع الوزارة في الخطة الوطنية للعلوم والتقنية وبالتنسيق مع مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية للاستفادة من تقنية المعلومات وللفت انتباه المجتمع إلى الاستفادة من الإنترنت في كافة مناحي الحياة وتطوير القدرات تجاه الاستفادة من برامج الخطة الوطنية للعلوم والتقنية. ويهدف المشروع إلى تحويل المجتمع السعودي إلى مجتمع مستخدم ومبتكر لمخرجات التقنية والعلوم في مناحي الحياة بصفته يخاطب جميع شرائح المجتمع عبر مجموعة من الأعمال المختارة والموجهة لكل فئة على حدة لتحقيق أهداف وزارة الثقافة والإعلام في الخطة الوطنية للعلوم والتقنية، وتم إطلاق المرحلة الأولى من المشروع بتنفيذ عدد من المشاريع المرئية والمسموعة والمطبوعة والرقمية التفاعلية، كما تم تصميم أكثر من 50 شخصية كرتونية تم من خلالها إيصال رسائل المشروع عبر فروع الإنتاج كافة.