بعد أن أصبحت الجسور والأنفاق من مسؤوليات أمانة جدة بدلا من وزارة النقل، وددت طرح سؤال بريء على وزارة النقل الموقرة! السؤال يقول: ما هي آخر مرة نفذت وزارة النقل مشروعاً حيوياً في محافظة جدة، ومدينة جدة على وجه الخصوص؟ ولنؤرخ بيوم افتتاح الأحدث من مشروع خط الحرمين أو جسر الخير الذي يصل طريق الحرمين بقلب جدة! كم مرة سمعنا عن خط دائري سريع مواز يبعد عن شرق خط الحرمين الشريفين كيلو مترات معدودة! وأن هذا الدائري (الحلم) سيقتطع طريق الملك عبد الله الذي بدوره سيكون سريعا يوما ما! ولكن يبدو أن وعود الوزارة لأهل جدة تمشي كالسلحفاة أو هي أشد بطئا، مع أن الوزارة تلاحظ بوضوح لا لبس فيه أن خط الحرمين لم يعد سريعاً لكثافة الضغط الواقع عليه باستمرار، وأن بإمكاننا إطلاق الوصف الذي نريد على طريق المدينة عدا كونه سريعا! والأهم من ذلك أن الوزارة لاحظت كذلك أن السيل السابق والسيل اللاحق ضربا بشدة بنية الخط نفسه، فقسمته إلى شطرين كئيبين لا اتصال بينهما إلا بعد مرور عدة أيام مؤسفة بكل المقاييس ومخجلة بكل المعايير. وطبعاً سيزداد الطين وحلاً عند اكتمال مسار قطار الحرمين الشريفين الذي سيكون في الجزيرة الفاصلة مما يعني عاملاً جديداً مؤثراً في حركة السيارات وانسيابية الهواء الذي يحيط بها، فسرعة القطار العالية ستؤدي إلى تخلخل الطبقات الهوائية وتأثر السيارات بها. النقطة الأهم: متى (تحِّن) وزارة النقل على جدة، فتخفف من آلامها وترفع من درجة آمالها؟ وإن لم تفعل في هذا العصر (الذهبي)، فمتى تفعل؟ ولماذا لا تفعل أصلاً، وجدة تستحق أكثر من ذلك أضعافاً مضاعفة!! لم يعد بناء خط سريع مواز لخط الحرمين يدخل في باب المتعة والرفاهية، وإنما هو من الضرورات الحتمية كما هو شأن مجاري السيول تماماً. جدة في حاجة إلى خارطة طريق متكاملة، إذ لم تعد تحتمل أكثر من ذلك، ولن يحتمل سكانها أكثر من ذلك قبل أن يهربوا منها إلى عوالم آمن وأرحب وأهدأ.