بينما تعهد رئيس الوزراء المصرى أحمد شفيق بعدم تكرار ما حدث من “مهزلة” فى ميدان التحرير ليل بقي الوضع فى الميدان بقى على حاله حتى ظهر أمس إذا استمرت المناوشات بين المحتجين ومؤيدى النظام وسط قنابل مسيلة للدموع يطلقها من حين لآخر الجيش الذى التزم الحياد واكتفى باستلام من يتم القبض عليهم. وحتى ظهر أمس كان آلاف المحتجين فى الميدان رافعين لافتات تطالب برحيل النظام وانتهاء حالة الطوارئ ودستور جديد وإقامة حكومة انتقالية من شخصيات بعيدة عن الحزب الحاكم وحل البرلمان بشقيه الشعب والشورى ومحاكمة فورية للمسئولين والفاسدين الذين سرقوا ثروات الوطن - حسب مطالبهم- وتشكيل لجنة لتقصي الحقائق ومحاكمة المجرمين. وقام بعض المتظاهرين المطالبين برحيل النظام وبتكسير أسوار الحديد الموجود في ميدان التحرير واستخدامها كآلات حادة لمواجهة الإطراف الأخرى المطالبة بوجود مبارك في السلطة كما قاموا بتكسير الأخشاب الخاصة بشركة المقاولون العرب التي تقوم بإعمال في ميدان التحرير واستخدام تلك الأخشاب كدروع .وقد لوحظ وجود عدد كبير من القوات المسلحة منذ الصباح الباكر كما قامت أجهزة القوات المسلحة بإطلاق عدد من القنابل المسيلة للدموع في محاولة منهم لتفريق المتظاهرين . في المقابل احتشد ما يقرب من ألفي شخص من المؤيدين للرئيس مبارك في الجهة الأخرى من ميدان التحرير فوق كوبري 6 أكتوبر حيث أطلقوا عبارات تطالب ببقاء النظام الحالي وتبادل الطرفين إطلاق الحجارة مما أدي إلي إصابة عدد من الطرفين كما قام المحتجون بالقبض على عدد من الأشخاص يقال أن بينهم ضباط امن دولة بينما أكدت مصادر أمنية أنهم ليس هناك أي ضباط موجودين في الشارع . وشوهدت ظهر أمس محاولات حثيثة من دبابات الجيش لدفع مؤيدى النظام بعيداً عن ميدان التحرير إلا أنهم أعادوا انتشارهم فى الشوارع المؤدية إلى الميدان. وأسفرت المناوشات حتى ظهر أمس عن سقوط 7 قتلى على الأقل وجرح أكثر من 800 وبالتوازي شوهدت توقيف للنساء من جانب المحتجين الذين يقومون بتسليمهن للجيش على خلفية ظهور ناشطة على فضائية المحور أمس الأول قالت أنها تدربت هى وعدد من نشطاء الشباب فى الولاياتالمتحدة وقطر على قلب الحكم واتهمت تيارات الشباب بأنهم استلموا مبالغ كبيرة من الدولارات لكى ينظموا هذه المظاهرات. وفى الاسكندرية كان الوضع حتى ظهر أمس مماثلاً لما فى القاهرة من مظاهرات ومظاهرات مضادة فيما خيم الهدوء النسبى الحذر على مدينة المحلة الكبرى بوسط الدلتا ومحافظتى السويس والإسماعيلية " بمنطقة القناة".وكان رئيس الوزراء المصري احمد شفيق أكد في تصريحات نقلتها وكالة انباء الشرق الاوسط الرسمية امس انه «على استعداد للذهاب إلى ميدان التحرير ومحاورة المحتجين». وقد أعرب عن أسفه الشديد لما حدث أمس في ميدان التحرير، حيث تسللت مجموعات غير واضحة الهوية إلى الميدان تستخدم الجمال والخيول، وهذا أمر مرفوض ومخالف لكل منطق، حيث نتج عن ذلك اشتباكات غير مسيطر عليها أساءت لكل مصر. ووصف في تصريحات له صباح أمس ما حدث بأنه مهزلة بكل معانيها، وإذا كان هناك من خطط لهذا الإجراء فسيتم التحقيق ومحاسبة مرتكبيها ،معرباً عن حزنه لسقوط عدد من الضحايا والجرحى فى هذه الأحداث المؤسفة، مؤكداً أن هناك تحقيقاً يجرى فى هذه الأحداث وستصدر قرارات بإحالة ومحاكمة كل من تسبب فيها سواء بإهمال أو عمد أو سوء نيه. وأضاف إن وقوف مجموعة في ميدان التحرير تعبر عن رأيها ليس خطأ، كما أن وقوف مجموعة أخرى عند ميدان مصطفى محمود ليس بخطأ أيضا.. ولكن الخطأ فى تدفق المخالفين فى الرأى وصدامهم فى ميدان واحد،مؤكداً على التزام الدولة بإظهار الحقيقة ومعرفة من يقف وراء هذه الأحداث والشغب الذى لم يكن فيه أى منطق والخاسر الوحيد هو الشعب المصرى، مشيراً إلى أن إراقة الدماء بين أبناء الشعب الواحد لا يقبل به عقل ولا منطق. وطالب شفيق جميع المتظاهرين بالعودة إلى منازلهم فى أسرع وقت وتحكيم العقل لأن كل ساعة تمر على مصر فى هذه الأحداث تضاعف الخسائر بمليارات الجنيهات،مؤكداً أن ما يحدث يضر بالبلد بأكمله، ويجب إيقاف هذه المهزلة بأسرع ما يمكن كى نعود للمنطق والعقل والتفاهم، وإننا يجب أن ننظر إلى مشاكلنا ونتفرغ لها، وأن نجتاز الأزمة لتعود الشرطة لممارسة دورها ويتفرغ الناس لأعمالهم. وطالب الجميع بالهدوء وعدم الانفعال والتفاؤل حتى نصل بمصر إلى بر الأمان.