استضافت مصر القمة الاقتصادية والتنموية والاجتماعية الثانية التي انعقدت الأسبوع الماضي في شرم الشيخ، فيما ستنعقد القمة الاقتصادية الثالثة يوم 19/1/2013 في المملكة العربية السعودية. وكما ناقش الزعماء العرب في القمة الاقتصادية الأولى التي انعقدت قبل سنتين في الكويت الأوضاع الاقتصادية العربية من «ألفها إلى يائها»، فكذلك ناقشت القمة الاقتصادية الثانية في شرم الشيخ نفس المواضيع أيضًا، مع إضافة تفاصيل أخرى تخص هذا الملف أو ذاك. وكانت وجهات النظر متفقة على ضرورة مكافحة الفقر وتحقيق التنمية الشاملة في العالم العربي، ومساعدة الدول العربية الأقل نموًا في تحقيق الأهداف التنموية للألفية. كما ناقش المجتمعون أسباب تفاقم الفقر والبطالة وضعف الأوضاع المعيشية وتواضع التجارة البينية والاستثمارات المحلية، وهجرة رؤوس الأموال والعقول وضعف البنية التحتية. وجاءت القمة الاقتصادية العربية الثانية في وقت تشهد فيه شوارع بعض الدول العربية تحركات شعبية للمطالبة بتوفير فرص عمل، أو لتخفيض أسعار السلع الاستهلاكية، أو لزيادة الرواتب التي نهشها الغلاء، ولم تعد تكفي لتأمين الاحتياجات الأساسية للمواطنين. ورغم أن الدِّين الإسلامي الحنيف يُحرِّم قتل النفس، وقد أكد على ذلك مفتي الديار السعودية في فتوى أصدرها مؤخرًا، إلاّ أن ذلك لم يمنع بعض الشبان ممّن ضاقت بهم سبل العيش من الإقدام على حرق أنفسهم في الطرقات العامة، متعمّدين من وراء ذلك إطلاق صرخة بوجه المسؤولين لحثهم على العمل جديًّا من أجل إيجاد حل سريع للأوضاع الاجتماعية المتردية في دولهم. ويبدو أن هذه الرسالة قد وصلت إلى مسامع بعض القادة الذين اجتمعوا في شرم الشيخ؛ بدليل أنها أخذت أكبر حيز من اهتماماتهم ومناقشاتهم، وتقرر بشأنها بعض التدابير السريعة على أن يتم تحضير دراسات مفصلة سيعمل على رفعها إلى القمة الاقتصادية الثالثة التي ستستضيفها الرياض بعد عامين، والتي يؤمل لها أن تكون قمة الحلول الجذرية من منطلق أن قادة المملكة لم يكونوا يومًا مع أنصاف الحلول، ولا مع إيجاد مسكنات لآلام الناس وأوجاعهم، بل مع استئصال المسببات لكي تستقيم النتائج. [email protected]