وادي العطف النابع من حرات شمال جدة والبالغ طوله أكثر من 25كم، دق ناقوس الخطر شمال شرق جدة، يوم الأربعاء الماضي ولأول مرة، رغم محدودية كميات الأمطار الساقطة على حوضه، وكشف للقاطنين والمالكين في المخططات المفترشة لبطنه النقاب عن وجهه الغادر حين غمر مساحات واسعة منها، فيما ظلت أكثر من ستة أودية أخرى متثنية في امتدادها على النطاق العمراني والسكاني شرق جدة وشمالها. وأكد جغرافيون أن سبعة أودية ظاهرة المعالم واضحة الاتجاه والمجاري تهدد بجرف الأحياء الشرقية والشمالية الشرقية بدءًا من بريمان وانتهاء بالرفيعة شمالًا، وعقاريون أبانوا أنها تشهد حاليًا نشاطًا ملحوظًا في العمران والسكان، ومما يؤكد أخطارها أنها امتداد لأحياء شرق جدة وتماثلها في مظاهر سطحها وطبوغرافيتها، وبالتالي فإن ما حدث يوم الأربعاء في وادي العطف مثال حي للخطر الكامن في بطون الأودية النائمة في هذه الجهة ومؤشر صدق على أن خطرها لا يختلف عما سواها في شرق جدة كقوس ومريخ، ومهددة بتكرار ماحدث هذه الأيام في أحياء أم الخير وأخواتها. الدكتور مهندس فهد الجحدلي أكد أن المجال فسيح أمام المخططين لايجاد شبكة تصريف ذات كفاءة عالية وبأيسر الطرق وأقل التكاليف، مشيرًا الى أهمية إجراء مسح ميداني ومعاينة حقلية لهذه الأودية والوقوف على مصادرها ونطاق مجاريها وتتبع مساراتها، ومنع قيام أي منشآت على طول مجاريها حتى مصباتها في البحر، لضمان انسيابية مياه سيولها وعدم ركودها أو إجبارها على التدفق في غير مجاريها لا سيما وأن المنطقة تشهد تغييرات مناخية تنبئ بحدوث المزيد من السيول الجارفة. أستاذ الجغرافيا أحمد الحربي ذكر أن هناك شبكة من الأودوية تفترش شريط السهل الساحلي المحصور ما بين طريق الحرمين غربا ومرتفعات جدة شرقا تخترقها عدة أودية تسير في اتجاه غربي وشمال غربي وتجتمع في النهاية في نقطة أمام محطة الصفوة، حيث مصبها في كراع أبحر ومنه للبحر. ومما تتميز به هذه الأودية عن بقية أودية جدة أنها معروفة المنابع ومحددة المسارات وواضحة المعالم، فأهمها وأخطرها وادي دغبج (بريمان)، ووادي أم حبلين ووادي غيا ووادي مريخ ووادي نفيسة ووادي أبوسدر ووادي العطف، حيث يفترش جوانبها وحوافها وبطونها عدد كبير من المخططات، وأكد الحربي أن أخطرها على حياة الناس هو وادي العطف الذي يستمد مياهه من حرة الغولاء على بعد يزيد عن عشرين كم، ويمر بالمخطط الواقع في الجزء الشمالي الغربي من مركز تفتيش. ويشير إلى أن معرفة هذه الأودية ليس علم لمجرد العلم ولكن من أجل الشروع في عمل من شأنه احتواء مخاطر السيول وإنهائها. وأضاف أحمد أبوهندي، وهو أحد العقاريين، أن جملة مخططات بشرق وشمال شرق جدة تقع أجزاء منها في طريق السيول والقاطنين فيها، مهددة حياتهم بالغرق وممتلكاتهم بالدمار. وأكد على أهمية القيام باجراءات احترازية ووقائية من شأنها حفظ أرواح وممتلكات الاجيال القادمة، ونطالب الجهات المعنية تحديد مجاري كافة الأودية المذكورة ومنع أنشطة البناء فيها لأي غرض كان. وقال: إن المواطن العادي لا يستطيع تحديد ما إذا كانت المنطقة تقع بوادي أم لا، ولا يدرك حجم أخطار هذه الأودية التي تجتمع في النهاية بدلتا وادي الكراع الذي يستمد مياهه من السفوح الغربية لجبال عسفان وحرة الوقير ويصب في شرم أبحر. وقال: يجب القيام بدراسة هيدرولوجية لتلك المناطق وإخلاء مجاريها من أي عائق. وذكر المواطن عبدالرحمن سعد أن وادي العطف الذي يستمد مياهه من وادي لوى وحرة الوقيرة ويجري متثنيًا حتى يصل إلى الغرب من مركز تفتيش عسفان أمام شركة عزام ويعبر مع الجسر المنشأ، وقد داهمت قبل أيام مياه سيوله عددًا من المباني الحديثة التي تذكرنا بمباني أم الخير.