مددت السلطات المصرية قرار حظر التجوّل في القاهرة الكبرى والاسكندريةوالسويس، ليصبح من الرابعة عصراً حتى الثامنة صباحاً، بعدما كانت بين السادسة مساء والسابعة صباحاً، بحسب ما نقل التلفزيون المصري، وجاء قرار التمديد على وقع الاحتجاجات المتواصلة منذ 5 أيام في مختلف المحافظات المصرية، والتي أسفرت عن عدد كبير من الضحايا، بلغ أكثر من 74 قتيلاً ومئات الجرحى، بحسب تقارير طبية ومستشفيات وشهود عيان. ووردت أنباء عن سقوط نحو 68 قتيلاً في القاهرةوالسويسوالاسكندرية في احتجاجات أمس الاول التي سميت ب«جمعة الغضب». وأشارت تقارير إلى نشوب اشتباكات بين المواطنين وقوات الأمن في محافظة الإسماعيلية، فيما اشتعلت النيران في محكمة الجلاء بوسط القاهرة ومركز تجاري، كارفور، في حي المعادي جنوب العاصمة وجرى نهب عمر أفندي. وفي ميدان التحرير، هتف المحتجون «سلمية سلمية»، في ظل تواجد الجيش الذي نشر في المدينة لتهدئة الوضع. وفي محافظة الإسماعيلية على قناة السويس اندلعت صدامات عنيفة بين قوات الامن وآلاف المتظاهرين وقال شهود عيان : إن معظم المحتجين من العاملين بالمصانع الاستثمارية، وقد توجهوا إلى سنترال المدينة وأشعلوا فيه النار!!، .وفي محافظة السويس حاصر أهالى 13 من القتلى مشرحة المستشفى. من جهته وجد الدكتور مصطفى الفقى – رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشورى والخبير السياسى فى خطاب الرئيس المصرى ايجابيات يمكنه البناء عليها وقال: هناك تغيير يمكن أن يرضي الشعب وناشد المواطنين التزام الهدوء و الالتزام بحظر التجول والحفاظ على الأمن ومقدرات الوطن لانتظار واستيعاب القادم. بينما اعتبرت رموز المعارضة أن ما أعلن عنه لا يكفي وطالبت بالتغيير التام , وعول الكثير من الخبراء على تشكيل الحكومة التى يتوقع أن تضم وجوهًا مقبولة للشارع وذات مصداقية. وفي سياق متصل استمرت عمليات النهب مع اختفاء قوات الأمن واستهدف اللصوص سلسلة المحلات الكبرى مثل كارفور المعادى وفروع البنوك الشهيرة ومحلات الذهب والمجوهرات بالقاهرة ولم يكن المشهد مختلفا فى الاسكندرية والاسماعيلية ومعظم المحافظات.. وفى ذات الوقت استمرت الحرائق مشتعلة خصوصاً فى مقار الحزب الحاكم واستهدف متظاهرون أقسام الشرطة ومنذ العاشرة صباحاً عادت خدمة الجوال بشكل جزئى.. معها عادت الهتافات والشعارات الغاضبة ولم يظهر فى الشارع صباحاً سو ى الدكتور زاهى حواس – أمين عام المجلس الأعلى للآثار.. كان باتجاه المتحف المصرى وعدد من المواطنين يطلبون منه جرد المتحف حيث يوجد ثلث آثار العالم . وفى وسط البلد تجمع عدد من المتظاهرين فى شارع الجلاء ليسلكوا طريقهم إلى ميدان التحرير.. والهتافات تتعالى تدريجياً.. مش كفاية".. فى تعليق على البيان الذى أدلى به الرئيس المصرى حسنى مبارك فى وقت متأخر من ليل أمس بعد طول انتظار معلنًا أنه طلب من الحكومة أن تستقيل. وعلى الكورنيش وفى قلب القاهرة كان الدخان يتصاعد بكثافة من المقر الرئيسى للحزب الحاكم ومبنى المجالس القومية المتخصصة فيما تتناثر داخل فنائه أعداد كبيرة من السيارات المحترقة.. فيما أكمل الجيش انتشاره حول مجلس الشعب والشورى ووزارة الداخلية ومبنى الاذاعة والتلفزيون الذى تم اقتحامه ليلاً.. وحذّر اللواء فؤاد علام وكيل جهاز أمن الدولة الأسبق من عدة أمور في مقدمتها انفلات الوضع الأمني مثلما حدث مساء وفجر الجمعة وإتاحة الفرصة لأعمال البلطجة والنهب والسلب واستغلال فئات خارجة على القانون لهذا الظرف لتقويض الاقتصاد المصري وإحداث حالة من البلبلة التي ستكون لها عواقب وخيمة على المستقبل القريب للبلاد كما حذّر من أن عدم الإسراع بحل سياسي سيحمّل الأجهزة الأمنية سواء الشرطة أو الجيش مايفيض عن طاقتها ويجعل الشعب في مواجهة متوقعة إذا استمرت المظاهرات وهو ما ينبئ بمزيد من إراقة الدماء!!! والأمر الثالث أن اعتبار الحزب الوطني هو الحزب الشرعي الوحيد الذي يحكم البلاد سيكون خطأ جوهريا يزيد من غليان الشارع ومن ثمّ يعوّل على اتخاذ الرئيس مبارك تدابير جديدة في أسرع وقت لا تكتفي بتشكيل حكومة بقدر ما تستهدف شعور المواطنين بتحوّل حقيقي يهدئ من روع الجميع ويتيح الفرصة للبحث عن حلول أمثل لصياغة دستور جديد للبلاد يحقق بدايات التحوّل إلى دولة ديمقراطية تتيح المشاركة السياسية الكاملة.