لا بد وأن يعرب كل إنسان عاقل يقدر لمصر العروبة والإسلام مكانتها ودورها ومواقفها الرائدة عن قلقه إزاء ما تشهده العديد من المدن المصرية من مظاهر التخريب والتدمير وإعاقة الحياة اليومية للمواطنين بعد أن عمت الفوضى على إثر اختراق بعض العناصر المندسة باسم حرية التعبير المظاهرات السلمية للشباب المصري الذي كان يعبر من خلال تلك المظاهرات عن تطلعاته المشروعة لمزيد من الإسراع في الإجراءات التي ترمي إلى محاصرة البطالة، وتحسين مستوى المعيشة ومكافحة الفقر والتصدي للفساد ، ونيل المزيد من الحريات والحقوق ، وهو ما أقره الرئيس المصري حسني مبارك نفسه أمس في خطابه لأولئك الشباب ، وإقراره أيضًا بحقهم في التعبير عن آرائهم ومطالبهم ، لكن ما لم يقره الرئيس مبارك ، ولا يمكن أن يقره أي مواطن مصري يشعر بالمسؤولية تجاه أمن بلاده واستقرارها وأهمية الحفاظ على المكتسبات الوطنية أن تتسلل بضعة عناصر دخيلة خارجة عن العرف والقانون ، لاعتلاء موجة هذه التظاهرات ، وإخراجها عن مسارها ، وتعريض أمن المواطنين ، والممتلكات العامة والخاصة لمخاطر الحرق والسلب والنهب ، مما شوه صورة تلك المظاهرات ، لا سيما بعد سقوط عشرات القتلى ومئات الجرحى من الضحايا الأبرياء ، وإحراق الكثير من المباني الحكومية ، ونهب العديد من المتاجر ومنشآت القطاع الخاص ، حتى أصبح المتحف الوطني قاب قوسين أو أدنى من وصول النيران إليه ، واقتحامه ونهب ما به من كنوز أثرية لا تقدر بثمن من قبل تلك الفئة الخارجة عن العرف والقانون.الخسائر الجسيمة التي لحقت باقتصاد الشقيقة مصر ، إلى جانب وضع أمنها أمام مخاطر حقيقية - من جراء استمرار تلك الجهات المدسوسة في تأجيج موجة الفوضى الأمنية ، شكل ذلك الدافع الأساسي وراء تأكيد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في اتصاله مع الرئيس المصري حسني مبارك إدانته «للعبث بأمن واستقرار مصر» من قبل تلك الفئة من المندسين باسم حرية التعبير، وتشديده على وقوف المملكة إلى جانب حكومة وشعب مصر التي لا يتحمل الإنسان العربي والمسلم أن يتسلل بعض المندسين باسم حرية التعبير بين جماهير شعبها واستغلالهم لنفث أحقادهم تخريبا وترويعا وحرقا ونهبا.