في الصحف الصادرة يوم الأحد (1) ربيع الثاني 1400ه أي قبل (32) سنة مما يعد البشر وتحت عنوان عريض: «تصريف مياه أمطار جدة» جاء ما نصه: «سيبدأ قريباً العمل في مشروع تصريف مياه الأمطار في مدينة جدة ويستمر العمل في هذا المشروع لمدة ستة شهور.. الجدير بالذكر أنه قد تم الانتهاء من الكثير من القنوات الرئيسة لتصريف مياه الأمطار خارج المدينة وقد بلغت تكلفتها (900) مليون ريال..»!!!!؟؟ يا لطيف هذا يعني بأسعار اليوم الراهن (9) مليارات ريال!!! تصوروا قبل (3) عقود أن هناك مشاريع لتصريف مياه الامطار ودرء اخطار السيول عن مدينة جدة ثاني أكبر المدن السعودية وواجتها البحرية وبوابة الحرمين الشريفين تتكرر مآسيها وتتوالى كوارثها وما نقرأه ونسمعه أو نشاهده لا يخرج عن كلام في كلام لم نر شخصاً أو مجموعة أشخاص يحالون للقضاء. تقرير لجنة تقصي الحقائق كان ينتظر أن يُعلن على الملأ وذوي المتوفين والمنكوبين ولعل اللجنة الموقرة أرجأت ذلك لتواصل تقصي الحقائق في كارثة الاربعاء الاسود الذي كنا جزءاً من مشهده الحي لمدة (12) ساعة، ومعلوم ان الرائي ليس كمن سمع لقد غامرت في الوصول الى حي الحمراء لانقاذ زوجتي المحتجزة في مواقف مستشفى الملك فهد وبمعونة الله وصلنا الى سوق المساعدية بعد (4) ساعات ومكثنا في طريق المدينة (8) ساعات أخرى ولم نرَ فيها قطاعات الحكومة المفترض وصولها واتخاذ قرار بهدم الحاجز الخرساني أمام وزارة الداخلية لاعادة السيارات المتكدسة نحو الشمال وفك الاختناق ولكن عندما غابت الأجهزة المختصة ممثلة برجال الدفاع المدني والمرور والشرطة وقوات الطوارئ حضر شباب جدة المتطوعون الذين ازالوا العوائق وفتحوا ثغرة في الحاجز وبدأوا في تسيير حركة المرور وتحويلها للشمال بعيداً عما يجري في شارع فلسطين من تدفق هائل للمياه وسيارات مجروفة. لقد حاولنا الاتصال بالدفاع المدني وأرقام الطوارئ؛ لإنقاذ من تبقى من زميلات زوجتي وعددهن (41) في مقر الإدارة العامة للشؤون الاجتماعية بشارع الشبكشي (جوار فندق سوفتيل) والذي تمكن بعض المحتجزات من الوصول إليه بشق الأنفس آخر واحدة منهن وصلت إلى بيتها الساعة (10.30) من صباح يوم الجمعة (24/2/1432ه) وكم كان مؤلماً ان استمع إلى بعض تنظيرات المسؤولين في برنامج مباشر الاذاعي البرنامج العام يوم الخميس (23/2/1432ه) ومنهم مسؤول رفيع في الإمارة ومسؤول رفيع في المرور والدفاع المدني وكان هدفهم ينصب على وعي المواطن المسكين الذي تسبب في الكارثة!! المواطن هو الذي اعتمد مخطط أم الخير (أم الشر) وباعه على الناس نريد فقط محاكمة الذين اعتمدوا المخطط ووافقوا عليه نريد تعويض كل المتضررين في المخطط من قبل من باعهم الاراضي ومن اعتمدها ووافق عليها ولا نريد اعلان اسماء أو الاساءة لأحد فقط نريد احقاق الحق. ان ولي أمرنا يحفظه الله وهو في حالة نقاهة من العارض الصحي يعيش مع نكبتنا بروحه ويوجه التنفيذيين لبذل الجهود لاحتواء تداعيات الكارثة ومحاسبة المقصرين ومن هذا المنبر اطالب وارجو تكريم شباب جدة المتطوعين بأعلى الأوسمة. فما قاموا به من عمل تطوعي يفوق بكثير ما قامت به بعض الاجهزة الحكومية التي كما شاهدنا كانت قواربها لا تعمل وامكاناتها دون المستوى واتساءل ببراءة لماذا لم تستخدم الطوافات المائية (الهوفر كرافت) في عمليات الانقاذ في حي الحمراء ودوار طارق بن زياد!! مجرد سؤال بريء. المتطوع الذي اتصل بإحدى القنوات (خالد الشريف) نموذج للشباب الواعد على الجهات المختصة الاتصال به لمعرفة مجموعته وكذلك مجموعة شباب طريق المدينة الذين فتحوا ثغرة في الحاجز الاسمنتي الساعة (10) مساء الاربعاء. * ضوء:(من علت همته طال همه).