شهد ميدان التحرير بوسط القاهرة مصادمات عنيفة بعد ظهر أمس أسفر عن سقوط قتيلة وعشرات الجرحى بعد إصرار المتظاهرين على الوصول إلى الميدان في حين صدرت تعليمات أمنية مشددة بالحيلولة دون تجمهر المتظاهرين في ميدان التحرير واضطر المتظاهرون للانتقال إلى ميدان عبدالمنعم رياض المجاور لميدان التحرير حيث من المتوقع ان يصل المتظاهرون الى الميدان للاعتصام به مثلما حدث الثلاثاء الماضي وسط إطلاق كثيف للقنابل المسيلة للدموع والطلقات المطاطية مما أدى إلى إصابة عدد غير قليل من المتظاهرين ويتوقع أن تزداد المواجهات في ظل إصرار المتظاهرين على الوصول لميدان التحرير. وفى تحوّل لافت شاركت الاحياء المرفهة مثل جاردن سيتى والمعادى فى المظاهرات !! وفى سياق متصل طالبت قيادات سياسية وحزبية بضرورة تدخل الرئيس حسني مبارك والإفصاح عن إجراءات جديدة يمكن أن تحول دون تصعيد الأمر لاسيما أن الجميع لن يتراجع عن التغيير ومن المتوقع ان يصدر اليوم السبت عدد من القرارات الإجرائية السريعة التي يمكن أن تهدئ من حالة الغضب الشعبي التي تجتاح البلاد خاصة أن عددا من المتظاهرين بدأ يطالب بتدخل الجيش . وصب المتظاهرون فى محافظات أسوان ودمياط والمنصورة ومطروح غضبهم على الحزب الوطنى وأحرقوا مقار الحزب فى تلك المحافظات ، فيما تزامن الحديث عن رفض تشكيلة أمنية فى الإسكندرية إطلاق القنابل المسيلة للدموع على المتظاهرين ، كما جرى الحديث عن انضمام جنود من الأمن المركزى للمتظاهرين بعد خلع زيهم العسكرى بالشرقية، فيما وردت أنباء على سيطرة المتظاهرين على قسم شرطة الأربعين بالسويس والإفراج عن جميع المحتجزين الذين شاركوا فى مظاهرات الغضب طوال الأيام الماضية. وعلى جانب آخر انطلقت احتجاجات «جمعة الغضب» في العديد من المساجد المصرية للمطالبة بإجراء إصلاحات سياسية واجتماعية واقتصادية ، والتى سادها العنف من قبل السلطات الأمنية ، شارك فيها عشرات الآلاف من المواطنين ، وقد استخدمت الشرطة قنابل الغاز المسيل للدموع والطلقات المطاطية لتفريق المحتجين . ففى مسجد الفتح بوسط القاهرة لم تفلح الخطبة التى ألقاها إمام مسجد الفتح فى وقف سيل الغضب لدى المصلين ، وما أن فرغ من صلاة الجمعة حتى خرج الآلاف من المصلين إلى شارع رمسيس مرددين الهتافات المطالبة بإسقاط النظام وتغيير الحكومة، الأمر الذى جعل قوات الأمن تلجأ إلى تفريق المتظاهرين باستخدام القوة والقنابل المسيلة للدموع، ونشبت اشتباكات عنيفة بين المتظاهرين وقوات الأمن التى طوقت المنطقة وانتشرت بها بكثافة، الأمر الذى أدى إلى وقوع عشرات المصابين. وقام المتظاهرون برشق قوات الأمن بالحجارة، والتى طاردتهم فى الشوارع الجانبية، فيما اتجه عدد من المتظاهرين نحو شارع الجمهورية ومنه إلى منطقة العتبة بوسط البلد والتى أعلقت فيها جميع المحال التجارية ، والتى امتلأت بالمدرعات التى حاصرت منطقة الإسعاف . وكان إمام مسجد الفتح قد دعا المصلين بضبط النفس وعدم إتلاف المنشآت العامة والخاصة ، وذكر أن الإسلام شرع حرية الرأى والتعبير دون التخريب وإتلاف المنشآت العامة والخاصة ، ومنح الإسلام للإنسان العديد من الحقوق التى شرعها له ومنها حق الحياة الكريمة ، لافتاً أن على الحاكم أو ولى الأمر الاستماع لهذه الحقوق ، خاصة وأنها تتعلق بحقه فى الحياة الآمنة ، وأكد خطيب مسجد الفتح أن الاحتجاج والتظاهر السلمى وحرية الرأى من الأمور التى كفلها الإسلام للمسلمين . ونوه أن هناك قوى خارجية تريد النيل من أمن مصر وتريد تقسيمها كما فعلت فى السودان وفلسطين والعراق ، مؤكدا أن على المصريين أن يقفوا صفاً واحداً لوقف المؤامرات التى تحاكى لتخريب مصر. فيما خرجت مظاهرة أخرى من منطقة إمبابة تضم الآلاف الذين تحركوا نحو شارع جامعة الدول العربية ، ولكن الأمن تصدى لها باستخدام القوة والقنابل المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين.. كما وقعت اشتباكات بين آلاف المتظاهرين والشرطة فور انتهاء صلاة الجمعة في مسجد القائد إبراهيم في ميدان محطة الرمل وهي الساحة الكبرى بوسط المدينة.