أشارت صحيفة ديلي ميل إلى قيام الشرطة البريطانية بإلقاء القبض على مواطن قام بإحراق نسخ من القرآن الكريم أثناء مسيرة احتجاجية كانت جهات مناوئة للإسلام والوجود الإسلامي قد قامت بتنظيمها وسط مدينة كارلايل. وقالت الصحيفة: خلال التظاهرة التي نظمتها دوائر يمينية قام أحد المتظاهرين بسب المسلمين، وأردف ذلك بإخراج نسخ من المصحف وقام بإضرام النار فيها وسط صيحات تأييد من متظاهرين آخرين. وأشارت الصحيفة إلى أن المتحدث باسم شرطة مدينة كارلايل برَّر تلك الخطوة بأن اعتقال حارق المصحف حدث لأن ما قام به يمثل تهديدًا للأمن الاجتماعي، ونقلت عن الناطق الرسمي باسم الشرطة قوله: الإجراء الذي قمنا به هو إجراء صحيح من الناحية القانونية، لأنه تحريض على الكراهية، واستفزاز لمشاعر الآخرين مما يهدد السلم الاجتماعي للمدينة والدولة ككل. لن نتوانى في اعتقال كل من يرتكب مثل هذه الجريمة وسنقوم بتقديمه للمحاكمة على جناح السرعة. أما ما يردده البعض من أن تصرف المتهم هو تعبير عن رأي خاص فإن ذلك غير صحيح لأن الحرية تعني التصرف في الحدود الشخصية دون أن تترتب على ذلك تبعات قانونية ودون أن تصاحبه دعوات للعنصرية أو الإساءة للأديان. من جهة أخرى أكدت صحيفة أوبزرفر ما تناقلته بعض الدوائر الإعلامية خلال الأيام السابقة من رفض السلطات البريطانية منح تأشيرة لدخول البلاد للقس تيري جونز -الذي هدد سابقًا بحرق نسخ من المصحف في كنيسة كاليفورنيا- وذلك “حفاظا على المصلحة العامة”، كما جاء في قرار أعلنته وزارة الداخلية. وكانت منظمة (أمل لا كراهية) قد اعترضت على دخول جونز إلى المملكة المتحدة، وطالبت في بيان وزارة الداخلية بعدم الموافقة على منحه تأشيرة دخول. وقالت المتحدثة باسم الداخلية البريطانية، إنه لا يمكن لجونز دخول المملكة المتحدة لأن الحكومة “تعارض التطرف بجميع أشكاله”، وأضاف “الدخول للمملكة المتحدة امتياز وليس حقًّا. ونحن لا نرغب في السماح بدخول مَن لا يتواءم دخولهم والمصلحة العامة”. وكان جونز الذي أعلن عزمه إحراق نسخ من المصحف الشريف في الذكرى التاسعة لهجمات الحادي عشر من سبتمبر في العام الماضي قد تلقى دعوة من تجمع يميني يطلق على نفسه اسم “انجلترا لنا” لإلقاء خطبة فيه. كانت وزيرة الداخلية البريطانية تيريزا ماي أعلنت أنها تنظر بأمر منع جونز من دخول البلاد ومعارضة الجالية المسلمة للزيارة. من جانبه، تعهد القس جونز باتخاذ الإجراءات القانونية لتغيير القرار، وقال في تصريحات عبر الهاتف لشبكة CNN الأمريكية: “كإنسان، أعتقد أن القرار مقيِّد، فهو ضد حقي في السفر، وضد حقي في التعبير عن رأيي، وضد المبادئ الأساسية لحرية الأديان وحرية التعبير”. وكان جونز قد قال إنه لا يخطط لحرق نسخ من المصحف في بريطانيا إذا زارها. غير أن الموقع الشخصي لجونز حوى بيانًا له قال فيه إنه سيلقي خطابًا ضد “الشياطين والدمار الذي يحققه الإسلام” -على حد زعمه- وسيدعم الجهد ضد ما أطلق عليه “أسلمة بريطانيا وأوروبا”.