قال الضمير المتكلم : ( سيراليون ) دولة تقع في جنوب قارة افريقيا ؛ تمزق أوصالها في غالب الزمن الانقلابات العسكرية والصراعات الأهلية ، وهي دولة فقيرة بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معان ، وشعبها يعاني البؤس والشقاء ! في عاصمتها ( فريتاون ) عِشت شهرين في سنتين متواليتين ؛ وكان حينها موسم سقوط الأمطار التي تنهمر من السماء وكأنها ( نافورة العزيزة جدّة ) ، وهذا يستمر لأيام متواصلة ؛ والنتيجة ورغم الفقر وضعف الإمكانات إلا أن الحياة تمضي طبيعية والناس تمارس حياتها دون عناء ؛ فمياه الأمطار تجري فرحانة من خلال فتحات في جانب الطرق متجهة إلى البحر ، دقائق من توقف المطر ؛ فلا ترى مستنقعات أو بِركا من الماء ؛ وذلك التخطيط والتصميم ودقة التنفيذ إنما هو من بقايا الاستعمار الانجليزي المعطاء !! أما ( جدّة ) التي تحتضنها بلدالخيرات ، وتنفق فيها وعليها المليارات ؛ فإنها تغرق ، تغرق من قطرات ؛ فلماذا ؟! * أرجوكم لا تعتذروا بالمفاجأة ؛ فالأرصاد رصدت الأمطار وبشرت فيها وأنذرت بقرب الأخطار ! * تكْفُون لا تلقوا بالتهمة على غزارة المطر ؛ فأمطار ( فريتاون ) شهادة براءة لمطر ( جدّة ) يا بشَر! *أسألكم بالله لا تقولوا إنه القضاء والقدر؛ نعم نؤمن بالقضاء والقدر لكن ما يحدث في ( جدّة وغيرها) من صنع البشر ، وليس القَدر ، واسألوا إن شئتم أهل سيراليون عن المطر والإيمان بالقَدَر ! * أناشدكم لا ترددوا أن معاصي أهل جدة خَلَقت هذا الوباء ؛ فهم أبرياء ؛ وفي (فريتاون) مسلمون ، ونصارى وعَبَدة وَثَن ، وأمطارهم عَمَار ؛ لا غَرق فيها ولا دمار ! *أتوسل إليكم لا تفتحوا نوافذ الاعتذار لأولئك المقصرين ، وتقولوا : إنه ابتلاء ؛ فالضحية وطن طَاهِر ، ومواطنون طيبون ومساكين ! * إذا أردتم معرفة أسباب غرق ( جدة وأخواتها ) ؛ فأبعدوا إشارات الاتهام عن القضاء والقدر والمطر ؛ وابحثوا عن ذلك التقصير الذي جعل ( جدّة وشقيقاتها ) في دائرة الخطر !! * تقصير من قبض المقسوم وسمح ( للهوامير إياهم ) في صناعة الأحياء والمخططات في بطون الأودية دون وسائل لتصريف المياه ؛ فالمهم بيع المخطط ؛ وليذهب من يسكنه لقاع البحر !! * تقصير من خطّط للمشروعات وأرسى تنفيذها على مؤسسات ( الهوامير إياهم ) بمئات المليارات ؛ التي صبّت في حساباتهم ؛ أما المشروعات فنفذتها مؤسسات الباطن الصغيرة بأقل المواصفات والمقاييس ؛ وذلك حقها أن تأكل من بقايا تركها ( الهوامير إياهم ) ! * تقصير من استلم تلك المشروعات وصادق على دقة تنفيذها وسلامتها ؛ بعد أن أصابته بعمى الألوان رزمة من الأوراق النقدية !! * ومكافحة ذلك التقصير تبدأ من محاسبة المتورطين ، وإبعاد ( الهوامير المعروفين ) عن المناقصات ؛ والأهم أن يتولى التخطيط والتنفيذ أصحاب العقول السليمة من الصينيين واليابانيين ؛ أما خبراؤنا فيكفيهم فخر الصناعة المحلية ( تركيب السيارة الحلوة « غزال « ) ! وفي الختام اقتراح للخطباء الذين يدعون على الكافرين بتجميد الدماء في عروقهم ؛ أن يستبدلوا كلمة ( الكافرين ) بالفاسدين من (هوامير ومسئولين ) ! ألقاكم بخير والضمائر متكلمة .