رثاءً للشاعر الكبير محمد الثبيتي -رحمه الله- لَمّا دعوتُك أن تُخلّيَ مَرقدَكْ؛ لِتجوبَ في الأشعارِ، والأقدارِ؛ تشكو مَوجدَكْ ما كنتُ أعلمُ أن رِيحًا صَرْصَرًا، أَلقتْ ندائيَ في سحيقٍ أرْمَدَكْ. حجبَ الضياءَ عن القريحةِ شَدّها نحو الظلامِ، وأرقَدَكْ. وتركتَ عُرسَ الشِّعرِ يشكو، من غيابِ عروسِهِ، قيثارُكَ (المجرورُ) غابَ، وأَبعدَكْ. وكُرومُ (سعدٍ) في (القرايا) تنتظرْ غابتْ حلاوةُ حَبِّها، الكَرْمُ يشكو مَفقِدَكْ. (وارتكَ صهباءُ الرمالِ) عن العيونِ بِجَوفِها، أَمَّا القلوبُ محمدٌ لن تفقدَكْ. جاورتَ بيتًا آمِنًا، أَمِنَتْ حروفُكَ في الحضورِ، وفي الغيابِ، حبيبَنا ما أسعدَكْ! حُورُ الكلامِ استقبَلَتْكَ بفَيضِها، والفَيضُ يغمرُ كل حرفٍ أجْهدَكْ. الله علّامُ القلوبِ، وسِرُّها، والشِّعرُ سِرُّكَ في الشّغافِ، وفي الرمالِ، وفي الحنايا أَوْجَدَكْ. وَضّاحُ يا ترنيمةَ الكلماتِ، يا نبعَ الشّجَنْ. يا عشقَ أبكارِ الكلامِ، وعُرسَها، يا نغمةَ العشاقِ، يا لحنَ الصبابةِ والمِحَنْ. قَرّت عيونُك فوق سِفرِ الشِّعرِ، فاهْنأ، واغتبطْ مادام سِفرُ الشِّعر لحنًا غَرّدَكْ.