من الملاحظ على وكالة أنبائنا الرسمية (واس) تجاهلها التام لأخبار ونشاطات مثقفينا وفنانينا وأدباءنا، وقد جاءت وفاة الشاعر الكبير محمد الثبيتي -يرحمه الله- قبل أيام، لتعيد في خاطري تساؤلات حول أسباب هذا التجاهل! فهذا الثبيتي يرحل عن دنيانا ولم نقرأ من (واس) أي خبر أو ذكر عن رحيله وحياته، وقبله رحل الدكتور محمد عبده يماني ولا خبر، وقبله أيضًَا رحل الدكتور غازي القصيبي، وهؤلاء وغيرهم من الرواد الذين لهم إسهامتهم البارزة والكبيرة في مسيرة الإبداع والثقافة السعودية، فلماذا هذا التجاهل من وكالتنا الرسمية تجاه رموز الوطن المبدعين؟! ألا تستحق هذه الأسماء -وغيرها- أن نعطيهم حقهم من التقدير؟! وما زلت أذكر منذ عشر سنوات عندما توفي الفنان الكبير طلال مدّاح كيف كانت كل وكالات الأنباء العربية والأجنبية تتناقل الخبر وتفرد الصفحات لاستعراض ما قدمه هذا الفنان الرمز، إلا وكالتنا فقط! متى يتغيّر هذا المفهوم الخاطئ لدى وكالتنا العزيزة، متى نعطي مبدعينا حقهم من خلال المنبر الإعلامي الرسمي لبلادنا، أليس هؤلاء هم أبناء الوطن، أليسوا هم من مثّلوا بلادنا في محافل عربية وعالمية وقدموا صورة مشرّفة للمثقف والفنان والمبدع السعودي؟ من في الخارج لا يعرف فكر محمد عبده يماني وقصائد القصيبي وشدو طلال مدّاح، يرحمهم الله، فلماذا نتجاهلهم هنا؟! يجب أن نعي وندرك أن المثقف، والفنان، والأديب، والشاعر، والإعلامي هم أبناء الوطن، ومبدعيه، الذين شرّفوه في كل مكان مثّلوا فيه اسم الوطن الحبيب، ورفعوا اسمه عاليًَا، ولذلك فإن من أبسط حقوقهم أن نعطيهم ما يستحقونه من تقدير، فماذا يضير وكالتنا العزيزة (واس) أن تبث خبرًَا عن وفاة أحد مبدعينا مع سيرة لحياته وعطاءاته، فبالعكس سيكون هذا في صالح الوكالة أمام وكالات العالم لتثبت مدى اهتمامها بكل رموزنا في المجالات كافة، وأما هذا التجاهل التام فهو نقطة سلبية يجب ألا تستمر! * * * لا يُخفى على القارئ الكريم الخطأ المطبعي في مقالة الأسبوع الماضي في «إحساس» وكانت من إبداعات شاعرنا المميز «أسير الشوق» وهي: «عضّت الإبهام» وليس كما نُشر. * * * أديبنا المثقف (كاتب الأربعاء) الدكتور عبدالله باقازي يستحق التكريم الذي حظي به مؤخرًَا من جمعية الفنون بالطائف مع شخصيات أخرى تستحق التكريم، فالدكتور باقازي من المثقفين الذين يملكون رؤى مميزة، وعلى معرفة وإطلاع بكثير من الأمور والقصص والخبايا الثقافية والفنية والإعلامية، ولديه القدرة على تناولها وطرحها بأسلوبه الرائع، وهو يتحفنا أسبوعيًَا في «الأربعاء» بموضوعات أدبية غاية في الجمال والأهمية. تحية للدكتور عبدالله باقازي وتستاهل أكثر. * * * إذا كان خبر إلغاء مهرجان المسرح من فعاليات مهرجان الجنادرية لهذا العام صحيحًَا فهذا خبر مؤسف، فمهرجان المسرح بالجنادرية أثبت نجاحه الكبير خلال السنوات الماضية وأصبح متنفسًَا مهمًَا للمسرحيين والمسرح السعودي، وغيابه الآن يعني المزيد من الإحباط لأهل المسرح! أتمنى أن يكون هذا الخبر غير صحيح، وإذا كان صحيحًَا فأتمنى أن يكون هذا العام فقط وأن يعود في السنوات المقبلة. * * * غادر ذلك المسؤول (الإعلامي) موقعه غير مؤسوفًَا عليه، فكل ما قدمه خلال فترة عمله لم يكن إلا الكثير من المجاملات والقرارات المتسرعة الخاطئة والوساطات الخائبة، وقد اعتبر الكثيرون أن رحيله جاء في الوقت المناسب، ولكن متى تغادر أيضًَا مجاملاته وقرارات الخاطئة.. هذا هو السؤال الأهم! إحساس وينِك إنتي.. والله إني لو دريت.. وين في الدنيا سكنتي.. لأترك الماضي وباكر.. وأحزم آمالي واسافر.. وأقصدك مهما بعدتي.. وينِك إنتي.