** هناك كلمات، أو مصطلحات حسّاسة في القاموس الغربي، ومن بين تلك الكلمات Espionage، وتعني التجسس لصالح العدو، وكذلك عبارة Sexual - Assault أي اعتداء جنسي، وكلتا العبارتين تسعى بعض الدوائر السياسية الغربيةوالأمريكية على وجه الخصوص إلى إلصاقها بمؤسس موقع ويكيليكس جوليان أسانج، ولم تظهر قضية الاعتداء الجنسي الموجهة ضد أسانج إلاّ بعد أكثر من عام، حيث ذكرت بعض الصحف السويدية أنه قام بالاعتداء على فتاتين أثناء زيارته لهذا البلد الأوروبي، أي أن التُّهمة أُلصقت به بعد نشره للوثائق الأمريكية الحسّاسة، والتي تبرز الهيمنة الأمريكية على السياسة العالمية، بل وصل بها الأمر أي -أمريكا- بأن تقول للعرب والفلسطينيين شيئًا في العلن، وتقول شيئًا آخر لحليفتها إسرائيل في السر، بما كشف عن الوجه القبيح للسياسة الأمريكية، سواء كان الموجود في البيت الأبيض جمهوريًّا، أم ديمقراطيًّا، وتركت الإدارة الحالية المعنية أكثر بما نشره موقع ويكيليكس أمر أسانج للمعارضة الجمهورية، وخصوصًا بما ورد على لسان المرشحة السابقة لمنصب نائب رئيس الجمهورية أثناء الانتخابات الأمريكية، النائبة سارة بالين Palin، كما ورد في الويكلي تلغراف 19-25يناير2011م، والتي شبّهت ما أقدم عليه «أسانج» بما أقدمت عليه عناصر القاعدة، التي شنّت هجوم 11 سبتمبر على الولاياتالمتحدةالأمريكية، وذلك في خطوة تبريرية أنه في حال ترحيله إلى السويد لمواجهة تهمة قديمة نفاها محامو أسانج أمام المحكمة الملكية البريطانية في جنوبلندن، فإن السويد سوف تقوم بدورها بترحيله للولايات المتحدة، وسوف يُعامل كجاسوس تواجهه عقوبة الإعدام، التي كثيرًا ما تثيرها منظمات حقوقية غربية ضد دول عربية وإسلامية لمنافاتها حسب رأيهم لحقوق الإنسان. ** وفي الوقت الذي تستجوب لجنة برلمانية مستقلة رئيس الوزراء البريطاني السابق “توني بلير” لسعيه خلف جورج بوش الابن لغزو البلد العربي «العراق» بذريعة كاذبة، فإن بريطانيا التي يحكمها ائتلاف من حزب المحافظين والديمقراطيين الأحرار تواجه وضعًا صعبًا بين رغبة الحليفة التقليدية -أمريكا- وبين منظمات المجتمع المدني التي تقف في بريطانيا وخارجها، داعمة لموقف أسانج الذي أعلن بعد مغادرته للمحكمة البريطانية بأن موقعه سوف لن يخمد أمام التهديد الأمريكي.