قال الضَمِير المُتَكَلّم: من قرية (حِقَال) التابعة لمحافظة الليث، التي تبعد عن مكةالمكرمة بنحو (200 كم) بعث أحد المواطنين باستغاثة عاجلة عن مأساة يعيشها أبناء تلك القرية؛ وهم من البسطاء الفقراء؛ إذ استعمر قريتهم، ويفتك بهم وبأبنائهم (مرض السرطان)؛ فقد قَتَل خلال السنوات الماضية أكثر من (82 شخصًا)؛ والسبب الظاهر مياه ملوثة في آبار يشربون منها! ففي تقرير تلفزيوني تقول إحدى نساء القرية والدموع تسبح في عينيها: صدقوني لا أخاف على نفسي، ولكن ما أخشاه أن يفتك المرض بأبنائي فيلحقوا بوالدهم، الذي انتزع منها قبل سنوات! ولقد طالب أولئك المساكين بحقوقهم لدى الجهات المعنية في وزارة المياه وفي الصحة لمعرفة مصادر المرض وتجفيف منابعه، ولعلاجهم، وفي توفير المياه النقية وتعويض السكان عما أصابهم من أمراض؛ وكانت النتيجة الروتين المعروف لجان تأتي وأخرى تذهب والمحصلة قبض أولئك الانتداب وخارج الدوام؛ وما زال الوضع محلك سِرّ، والمرض الخبيث يواصل عبثه في تلك القرية رغم أن قضيتهم توقفت في محطة ديوان المظالم منذ سنتين (ولكن يا ليل ما أطولك)! ذلك الليل الطويل من المعاناة لا يشمل (حِقَال) وحدها بل وقرى أخرى حولها، ولذلك يكفي من الجهات المعنية تجاهل ونسيان؛ فلا بد من تحديد علمي لأسباب انتشار هذا المرض، فالظاهر أنها المياه الملوثة، ولكن لم يتم تحديد سبب تلوثها؛ فقد تكون مصانع قريبة أو نفايات طبية مدفونة؛ وهنا أين المراكز العلمية في جامعاتنا، أم أنها مشغولة بفلاشات الإعلام، ومطاردة أبحاث (النانو)، وتركيب مفاصل السيارة السعودية المحروسة (غَزال)، بينما المواطنون يذهبون في خبر (كانوا)؟! ثم لماذا لا يتم توفير مساعدات عاجلة لقاطني تلك القرى، فهم أحق من غيرهم بمياه محلاة، ولا سيما وقد أثبتت التقارير أن هناك أكثر من (42 بئرًا) مياهها غير صالحة للاستخدام الآدمي؟! ولأنهم فقراء ولا يملكون مصاريف تنقلاتهم لمطاردة المراكز المتخصصة في المدن البعيدة؛ فالحاجة تفرض أن تقوم وزارة الصحة بتأمين مراكز طبية متخصصة متنقلة للكشف والعلاج! أخيرًا لو كان مواطنو تلك القرية وجيرانهم من لاعبي الكرة الذين يطاردون (اللستك المنفوخ)؛ فهل سيتم تجاهلهم، أم نقلهم بطائرات خاصة للعلاج في الخارج؟! اترك الإجابة للجهة المسؤولة!! ألقاكم بخير والضمائر متكلمة.