قال الضَمِير المُتَكَلّم: أن يُشَارك سعودي في مزاد؛ فيشتري (مِندِيل أم كلثوم) بعدة ملايين مِن الدولارات، فهذا حقه، وكما يقول المَثَل المصري (الّلي عِنده قِرْش مَحَيّره، يِشْتِرِي حمِام وِيْطَيّرُه)! وأن تقوم شركات الاتصال ببيع أرقام مميزة بمبالغ تصل إلى مئات الآلاف من الريالات، فيقبل عليها مَن يَحْرِق مائة ألف وكأنه يُمَزِّق ريالاً واحدًا، أو من فَقَد الثقة بالذات فيبحث عن التميز بالحروف والأرقام حتى لو اقترض أو باع بعض ما يملك؛ فذلك حق تلك الشركات الخاصة الهادفة إلى الربح أن تستثمر سذاجة بعضهم وحبهم للظهور بتملك صغائر الأمور، وكما يقولون:(اللّي تِغْلبه إلعَبّه)! ولكن أن تقوم جهة حكومية محترمة بتسويق السذاجة، وتدعو المجتمع إلى الولوج إليها، فهنا المصيبة الكبيرة، وهذا ما قامت به الإدارة العامة للمرور فقد نقلت صحيفة الجزيرة يوم الاثنين قبل الماضي خبرًا اشتمل على إعلان الإدارة عن طرح (162) لوحة خصوصي مميزة في تسع مناطق في المملكة في المزاد العلني، الذي سينطلق يوم السبت الموافق 9/3/1432ه. ومن المتوقع أن يفتتح المزاد على بعض الأرقام بداية من (خمسة آلاف ريال)، والأسئلة التي تتدافع هنا: هل مهمة الجهات الحكومية المسؤولة قيادة المجتمع نحو المعالي والهِمّة والقِمّة أم تسطيح فكره، ونشر السذاجات فيه، وجعلها من المُسَلّمَات التي يتم التسابق إليها وعليها؟! ثم ألم تكتفِ إدارات المرور من الأموال الطائلة التي تجنيها صباح مساء من رسوم المركبات، والمرور السري، والبنك المتحرك (نظام سَاهر)، حتى تبحث عن المزيد من الريالات باستثمار ذوي القدرات الفكرية الخاصة من المجتمع؟! وأيضًا ما الحال لو جاء نظام جديد وألغى أسلوب تلك اللوحات، ومعه ذهب التميّز؟ فما مصير تلك الأموال؟! وأخيرًا حسب توزيع الحروف على المحافظات والمناطق، كان نصيب جدة (ياي)، وحائل (يبه)، فما السرّ؟ لا تقولوا إنها حروف مفرقة، فَلِمَ تُسَوّق تلك اللوحات إلاّ بناءً على أنها مجمعة؟! ولأهل جدة الأعزاء لماذا اختارت لكم إدارة المرور (يَاي)؟! بَاي.. ألقاكم بخير، والضمائر متكلّمة. فاكس : 048427595 [email protected]