أعلنت تونس رسميا أمس، إقصاء زين العابدين بن علي نهائيا من السلطة بناء على قرار اتخذه المجلس الدستوري بإعلانه رسميا شغور السلطة، قبل أن يعلن المجلس الدستوري تعيين فؤاد المبزع رئيساً مؤقتا للبلاد. واستند هذا التغيير المفاجئ الى الفصل 57 من الدستور وذلك بناء على طلب من رئيس الوزراء المنتهية ولايته محمد الغنوشي الذي اعلن امس الأول توليه الرئاسة بالوكالة بعد مغادرة الرئيس السابق زين العابدين بن علي البلاد. ونقل التلفزيون التونسي عن المجلس الدستوري التونسي قوله: إنه بموجب الدستور فإن انتخابات الرئاسة الجديدة في البلاد يجب أن تجرى في غضون 60 يوما اعتبارا من الآن (أمس). ودعا مصدر تونسي مسؤول المواطنين إلى التحلي باليقظة والتعاون مع قوات الأمن والجيش لحماية أنفسهم وممتلكاتهم. إلى ذلك، أعلنت المملكة العربية السعودية أمس، وقوفها التام إلى جانب الشعب التونسي، مؤملة في تكاتف أبنائه لتجاوز المرحلة الصعبة من تاريخه، غداة الاحداث التي شهدتها مؤخرا. وتمنت في بيان صدر عن الديوان الملكي، أن يسود الأمن والاستقرار في هذا الوطن العزيز على الأمتين العربية والإسلامية جمعاء، وأعلنت تأييدها لكل إجراء يعود بالخير للشعب التونسي، فيما رحبت حكومة المملكة في ذات البيان بقدوم الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي وأسرته إلى المملكة. وعلى الصعيد ذاته، اتخذت إجراءات أمن مكثفة في محيط مبنى سفارة خادم الحرمين في تونس منذ ساعات الفجر الاولى بتوقيت المملكة. وفيما احاطت بالسفارة ومدخلها الرئيس آليات ومدرعات، انتشر أفراد من الجيش في محيطها. من جهة اخرى، قالت وكالة الانباء التونسية الرسمية أمس إن المجال الجوي والمطارات في البلاد مفتوحة أمام الرحلات الجوية المدنية بعد يوم من إلغاء عدة رحلات جوية. وأعلن ديوان الطيران المدني والمطارات التونسي في بيان نقلته الوكالة أن المجال الجوي التونسي وكل المطارات مفتوحة أمام حركة الملاحة الجوية بخلاف ما ذكر في عدد من وسائل الاعلام. ميدانيا، بدأت الشرطة التونسية صباح السبت أمس، عزل قلب العاصمة بإغلاق الشوارع المؤدية إلى شارع الحبيب بورقيبة الرئيس الذي شهد أمس الأول تظاهرات عارمة. وأعلن محمد الغنوشي الرئيس التونسي بالإنابة في تصريحات الليلة قبل الماضية لقناة (تونس7 العامة) ان اعادة النظام العام تشكل اولوية قصوى. واقيمت حواجز حديدية في الطرق المؤدية الى شارع بورقيبة مانعة السيارات القليلة والمارة من المرور. ويبدو ان هذا الانتشار الامني تقرر في اطار حالة الطوارئ التي فرضت الجمعة وتحظر اي تجمع وغداة ليلة من النهب والسلب في عدد من ضواحي العاصمة ومدن اخرى. وقبل هذا الانتشار شوهدت بعض السيارات القليلة وبعض المسافرين الخارجين من الفنادق يجرون حقائبهم. وعاشت احياء قريبة من وسط العاصمة ليلة رعب؛ بسبب اعمال تخريب ونهب قامت بها عصابات ملثمين، بحسب شهادات سكان مذعورين نقلتها القنوات المحلية طوال الليل. واطلقت نداءات للجيش الذي يحمي بموجب حالة الطوارئ المعلنة الجمعة المباني العامة، للتدخل العاجل ضد هذه العصابات. وحلقت مروحيات للجيش ليلا فوق العاصمة في الوقت الذي تعددت فيه الروايات بشأن هوية المسؤولين عن اعمال العنف والنهب.