قال الضمير المتكلم: عقب هزيمة المنتخب السعودي الأول لكرة القدم أمام المنتخب السوري مساء الأحد الماضي في نهائيات كأس آسيا، حصل صراع كبير بين نفسي المطمئنة، وأختها الأمّارة بالسوء. إذ أفصحت (تلك الأمّارة بالسوء) عن أمنياتها بهزيمة المنتخب، وفرحتها بتحققها، وهنا صرخت بوجهها الأخت الشقيقة (المطمئنة)، يا أختاه: أليس عندكِ وطنية؟ ألا تحبين وطنك؟ فردّت (السيئة) بانفعال: أرجوكِ لا تزايدي على وطنيتي، فهذه كرة القَدم، و(لَسْتَوك منفوخ يا حبيبة الروح). وأمّا أمنيتي وفرحتي بالهزيمة؛ فلأني أردتُ من تلك الهزيمة أن تؤكد حقيقة ظاهرة للجميع، وهي مسلسل الأزمات التي تعيشها الرياضة السعودية في السنوات الأخيرة على كافة المستويات. * فهناك إنفاق كبير للأموال على المدربين، بينما يكون المدرب دائمًا هو الشماعة والضحية. في كأس العالم في فرنسا، وبعد الهزيمة من المنتخب الفرنسي الذي حصل بعدها على كأس العالم، تتم إقالة المدرب العالمي (كارلوس ألبرتو)، ومن أول مباراة، وتُدفع الأموال على الشرط الجزائي حينها، وقبل سنة ونصف، وفي خِضَم تصفيات كأس العالم، يُلْغَى عقد مدرب المنتخب السعودي (ناصر الجوهر)، ويأتي المدرب (بيسيرو). والبارحة.. يذهب (بيسيرو)، ويعود (الجوهر).. فأين الجديد؟! * اللاعبون في السابق، فإضافة لإخلاصهم لوطنهم، كانوا يبحثون عن مكافآت تحسّن من وضعهم المادي، أمّا اليوم فمَن يلعب في المنتخب، فمع التأكيد على وطنيتهم إلاّ أنهم من أصحاب الأرصدة البنكية التي تنطق بالملايين، فهم ليسوا بحاجة للمكافأة ولن يرددوا (دبّلها، دبّلها)؛ فالمهم عندهم أن لا تُصاب منهم أطراف القدمين! * بعض الصحفيين والكتّاب الرياضيين شاركوا في تراجع مستوى الرياضة السعودية!! * أخيرًا لقد جرّبت كرة القدم السعودية عدة وسائل لمحاولة تصحيح أوضاعها، ورسم مسارها؛ فغيّرت الكثير من المدربين، واللاعبين، ومازال الحال كما هو، فلماذا لا تُوَجّه مصاريف الكرة لمساعدة وتثبيت موظفي البنود، وفي توظيف العاطلين كما اقترحت سابقاً؟!.. ألقاكم بخير، والضمائر متكلّمة. فاكس: 048427595 [email protected]