أطلق رئيس حكومة جنوب السودان سلفا كير صباح أمس، عمليات الاقتراع في الاستفتاء حول مستقبل الجنوب السوداني، مشيدا ب"اللحظة التاريخية" التي يمثلها هذا الاستفتاء الذي شهد اقبالا "كثيفا جدا" منذ ساعاته الاولى، حيث تشكلت طوابير طويلة امام مراكز الاقتراع. وفيما عبر مراقبون دوليون أمس، عن ارتياحهم للترتيبات والتجهيزات التي تصاحب عملية الاقتراع، أكد مدير جهاز الأمن والمخابرات الوطني السوداني الفريق محمد عطا المولى عباس أن البلاد لا تواجه أية مخاطر ترتبط بعملية الاستفتاء حول تقرير مصير الجنوب. إلى ذلك، قال مسؤولون أمس ان مسلحين من البدو العرب قتلوا شخصا على الأقل في سلسلة من الاشتباكات في منطقة ابيي السودانية المتنازع عليها. وقال مصدر في الاممالمتحدة لم يتمكن من تأكيد سقوط قتلى ان مجموعة صغيرة من رجال قبيلة المسيرية شنت هجومين على مواقع للشرطة في وسط المنطقة المنتجة للنفط الجمعة السبت. وقال القيادي بقبيلة المسيرية محمد عمر الانصاري ان اشتباكا وقع مخلفا عددا غير معروف من القتلى لكنه اصر على ان جنودا جنوبيين هاجموا رجاله في البداية. وحضر الزعيم الجنوبي رئيس حكومة جنوب السودان سلفا كير في الساعة الثامنة صبالحا الى مركز اقتراع يقع الى جانب ضريح الزعيم التاريخي لجنوبيي السودان جون قرنق حيث ادلى بصوته، والى جانبه السناتور الامريكي جون كيري. وقال كير وهو يرفع اصبعه وعلامة الحبر عليه بعد ان شارك في الاقتراع "انها اللحظة التاريخية التي طالما انتظرها شعب جنوب السودان". وكان قرنق وقع اتفاق السلام في 2005 الذي فتح الباب امام اجراء هذا الاستفتاء قبل ان يقتل في حادثة تحطم مروحية كانت تقله من اوغندا الى جنوب السودان. واعلن المتحدث باسم مفوضية الاستفتاء جورج ماكير ان كل مراكز الاقتراع في جنوب السودان فتحت ابوابها وان الاقبال على الاقتراع "كثيف جدا". وقال ماكير "فتحت كل مراكز الاقتراع في جنوب السودان وشماله ولم نبلغ بأي شكوى". من جهته قال نائب رئيس مفوضية الاستفتاء شان ريك "لا استطيع ان اعبر عما نشهده. انها مشاركة لم نر بكثافتها ابدا في السابق حتى خلال الانتخابات الاخيرة" التي جرت في ابريل الماضي. وفتحت مراكز الاقتراع ابوابها في الساعة الثامنة من صباح أمس، وشوهد جنوبيون وهم يقفون في صفوف طويلة في جوبا عاصمة الجنوب منذ ساعات الصباح الاولى بانتظار دورهم للاقتراع. وشهدت مكاتب الاقتراع ايضا اقبالا كثيفا في مدينة بنتيو الجنوبية النفطية في ولاية الوحدة حسب صحافيين في المكان. وفي مدينة رومبيك عاصمة ولاية البحيرات "كانت الصفوف طويلة وتضم مئات لا بل الاف الاشخاص بانتظار الاقتراع"، حسبما نقل الصحافي السوداني بني جدعون المقيم في هذه المدينة. من الناحية الامنية اعلن المتحدث باسم الجيش الشعبي لتحرير السودان فيليب اغوير "لم تحصل اي اشتباكات اليوم في ولاية الوحدة والوضع هادىء في كامل جنوب السودان". واذا كان الجنوبيون قد اصطفوا في طوابير طويلة منذ ساعات الصباح الاولى في جنوب السودان بانتظار دورهم للمشاركة في الاقتراع فان الاقبال على الاقتراع في الشمال كان ضعيفا. وكان نحو 115 الف جنوبي سجلوا اسماءهم في شمال السودان للمشاركة في الاستفتاء. وبلغ عدد المسجلين للمشاركة في الاستفتاء ثلاثة ملايين و930 الفا في السودان والشتات بينهم ثلاثة ملايين و754 الفا في الجنوب السوداني. ولا بد من مشاركة 60% على الاقل من المسجلين في الاستفتاء لتعتمد نتيجته.