جوزيه مورينيو مدير فني يتمتع بقدرات متميّزة على صعيد التعامل مع اللاعبين، مما يجعله قادرا على استخراج أفضل ما لديهم من إمكانات.كما أنه يمتلك مقدرة خاصة على إدارة موسم الفريق الذي يقوده نظرا لقدرته على الابتكار على صعيد الرسم التكتيكي وطرق اللعب.والأهم من كل ذلك أنه يتمتع بمقدرة عظيمة على صناعة استراتيجية فنية وعقلية عامة تميّز الفريق وتجعله صاحب شخصية في غاية القوة. كل هذه المزايا يتمتع بها مورينيو ولا يستطيع أن ينكرها عليه منصف.لكن وبالمقابل فإن مورينيو وبسبب سياسته ذات النّفس القصير التي تستهدف جمع أكبر كمّ ممكن من البطولات في أقصر مدة زمنية ممكنة، يتسبب كلما رحل من فريق ما في حدوث انهيار مخيف للفريق الذي يغادره، نتيجة لاستنزافه قدرات اللاعبين من جهة، ونتيجة لعدم اهتمامه بتحضير لاعبين شباب يستطيعون خدمة الفريق على المدى الطويل. ما يحدث الآن في كل من إنتر ميلان وتشلسي ليس سوى نتيجة لسياسة مورينيو التي أهملت تحضير البديل، في نفس الوقت الذي استنزفت فيه اللاعبين الأساسيين مما ترتب عليه كثرة تعرّض هؤلاء اللاعبين للإصابات من ناحية، وبالإضافة إلى تعرّض مستوياتهم الفنية لانخفاض فظيع من ناحية أخرى. لقد أصرّ مورينيو أثناء قيادته فريق تشلسي، على اللعب بالتشكيلة الأساسية ضمن جميع المسابقات التي خاضها الفريق بما فيها كأس الكارلينج الذي تتجنب الفرق الإنجليزية الكبيرة جميعا، اللعب ضمنه بتشكيلتها الأساسية. ومع إنتر ميلان أصرّ مورينيو على اللعب بتشكيلته الأساسية ضمن مسابقة كأس إيطاليا التي تتجنب فرق إيطاليا الكبرى إشراك لاعبيها الأساسية خلال مبارياته.وقد فعل مورينيو ذلك رغم أن موسم 2009 – 2010 كان موسما استثنائيا على اعتبار أنه كان سيختتم بمنافسات كاس العالم، مما يعني زيادة فرص تعرّض اللاعبين للإعياء والإصابات، بنسبة الضعف في أحسن الأحوال. كل ذلك فعله مورينيو دون أن يعمل على تجهيز لاعبين شباب يقوم هو شخصيا على إعدادهم ويعمل على إكسابهم مفاتيح النضج التكتيكي ويقوم بصياغة عقليتهم الكروية كما يفعل المديرون الفنيون الذين يعملون للمستقبل. على المدى الطويل.. أعتقد أن مورينيو هو أسوأ خيار يمكن أن يلجأ إليه أي فريق.