لا أتحدث هنا عن التدخين وأسبابه وعلاجه وأضراره على الفرد والمجتمع، وإنما أتحدث حول ظاهرة رمي السجائر في الطرقات من قبل المدخنين، والتي ما زالت تخيم على مجتمعنا، بعيداً عن القوانين الصارمة التي تُتخذ من قبل هؤلاء الذين يرمون بقايا سجائرهم أمام مرأى الجميع في الطرقات وعلى ضفافها من دون أن ينتابهم شعور الخطأ حيال تصرفاتهم التي لا تتناسب مع المكان والزمان، ومما لا شك فيه أن هذه الظاهرة سلبية وخاطئة، ولا يمكن القضاء عليها إلا بالتوعية والإرشاد وإقامة الندوات التي تتمحور حول هذا الجانب، فالبعض يرى أنها ظاهرة بسيطة وعادية، ومعتاد عليها، ولكنها بنظر العقل والمنطق تبدو كبيرة ومدمرة وخطيرة، فمن تلك الشواهد والظواهر السلبية التي رأيتها أمام عيني هؤلاء المدخنون الذين يرمون سجائرهم في الطرقات وهم يسيرون بسياراتهم أمام مرأى العيون، دون أن يبالوا بمن يسير خلفهم ! إذاً هم جلبوا الضرر لأنفسهم وللآخرين، حيث إن بعض السيارات المتهالكة قد تندلع منها نيران شرارة قادمة من سيجارة عندما تُرمى في الشوارع والطرقات حيث يتولد من السيجارة عند إلقائها بما يُعرف بالشرار المتطاير ناهيك عن انحطاط القيمة الحضارية والثقافية عندما تسير في أحد الشوارع وأنت تشاهد استمرار هذه الأحداث في كل يوم. أما المشهد الآخر: المدخنون الذين يرمون سجائرهم وهي مشتعلة في المكان الذي يحويهم إما في الأسواق أو الحدائق والممرات وأماكن الترفية وخلافها. فيأتي الأطفال ويعبثون بهذه السجائر المرمية مما قد يكسبهم ثقافة خاطئة تساعدهم في المستقبل على التمادي في التدخين فيقلدون وهم بالطرقات وفي غفلة من الأهل، لأنهم لا يعرفون نتائج وضع هذه السيجارة وتقليدهم لما يشاهدونه، لما اعتادوا عليه من مداعبة تلك السجائر والمخلفات التي تُرمى من قبل المدخنين كل يوم.. وأخيراً عزيزي المدخن: يجب ألاّ تجلب الضرر للغير، لأن حياة الغير ليست ملكًا لأحد وإنما هي ملك للخالق وحده، فمن أراد الضر لنفسه يجب ألاّ ينشره للآخرين . والله الموفق.. فيصل سعيد العروي- المدينة المنورة