تواجه الحركة التعليمية في المملكة الكثير من التحديات لإيجاد الكوادر البشرية المؤهلة لسد حاجة سوق العمل وفق النظم والمعايير العالمية، ولا شك أن قطاع التعليم العالي لدينا يعتبر أساسيًا في تغذية الحركة التعليمية وكذلك سوق العمل، حيث يسعى بكل الإمكانيات التي وفرتها له حكومة خادم الحرمين الشريفين لمنافسة نظرائه في الدول المتقدمة ووضع القواعد المنظمة لتلك المنافسة. ولا يخفى على أحد أهمية مواكبة التغير في القرن الحالي، والتحديات الكثيرة التي يمر بها التعليم العالي مثل ازدياد الأصوات المطالبة برفع جودة التعليم واعتماد المعايير الأكاديمية العالمية التي تعمل على رفع مستوى الخريجين وقدرتهم على المنافسة في سوق العمل، ومن أبرز التحديات التي تواجهنا هي: المعيار الأكاديمي العالمي، والتنافس، والتوسع في الجامعات السعودية، وكذلك ازدياد أعداد الخريجين والحاجة الماسة للخريجين من حملة الدراسات العليا. ولمواجهة هذه التحديات وحرصًا منه حفظه الله على التنمية المستدامة للموارد البشرية في المملكة أطلق خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز مبادرته باستحداث برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي، لكي يكون رافدًا مهمًا وأساسيًا لدعم الجامعات السعودية والقطاعين الحكومي والأهلي، حيث صدر المرسوم الكريم برقم 5387/م وتاريخ 17/4/1426ه بإطلاق برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي. والبرنامج رغم نجاحه وإيجابياته.. إلا أن هناك رؤى حبذا لو ينظر إليها المسؤولون عن برنامج الابتعاث وهي الإعداد المسبق لهؤلاء الشباب وتثقيفهم وتوعيتهم بما لهم وما عليهم من حقوق وواجبات، وليدرك كل شاب منهم أنه سفير لهذا الوطن، فهو لا يمثل نفسه فقط بل يمثل المملكة العربية السعودية. إن المبتعثين قد يعودون إلينا بحصيلة من العلوم التقنية الحديثة وشيء من علوم التخطيط والإدارة.. وفي المقابل قد يفقد البعض منهم شيئًا من هويته وانتمائه.. كما حدث لبعض المبتعثين في العالم العربي، ولذلك يجب قبل مغادرتهم أن يُغذّوا تغذية عظيمة بالمثل الحميدة والقيم الإيمانية ثم يُزج بهم في تلك البيئات، فتكون لهم عونًا على نوائب الدهر.. فالمثل والقيم ليست سلعًا يمكن أن تبتاع من بلاد الابتعاث. محمد أحمد فلاتة - المدينة المنورة