والدة الشهيد ناصر الشريف تقول وهي تغالب دموعها: كان ابني ناصر ابنًا بارًا بي ويخدمني، ويبحث عن رضاي بشتى الطرق، وقام ببناء بيت لي بجوار مسكنه ليهتم بي ويرعاني، فهو منذ الصغر عطوف ولا يحمل ضغينة لأحد، فقد انفصلنا أنا ووالده منذ صغره فكان الابن الوحيد لي بين إخوته البنات، وكل همه ألا يراني في حزن، فإن وجدني متضايقة يقول لي سأذهب بك إلى الدرة أو الطايف ليغير مزاجي للأفضل. وتضيف: آخر موقف معي أنه احضر لي الإفطار بنفسه، وكان يريد أن يحضر لنا الغداء من خارج البيت، ولكن كان قضاء الله وقدره أسرع. وتقول: “درس الفقيد حتى الصف ثالث متوسط وقال خلاص يا أمي أنا سأتوجه للعسكرية لكي أتوظف ووصل إلى رتبة وكيل رقيب. ونثمن وقفة الامير عبدالعزيز مع الايتام من أسرة الشهيد فجزاه الله عنا كل خير. وانتقل الحديث لزوجة الراحل الاولى (أم وليد) وقالت إن آخر لحظات في حياة الشهيد أنه هاتفني وقال: سآتي إليك ولتعودي معي للمنزل، فأنا كنت في زيارة للأهل وقتها، وهذه آخر ما سمعته منه، وكان متعلقًا بأبنائه بشكل كبير ويحرص على تلبية طلباتهم ومستلزماتهم، وكان دائمًا يحلم بالترقية ليتحسن راتبه، فنحن اسرة كبيرة ونسكن في بيت شعبي للزوجتين، ولكن لم يكتمل حلمه، ونحن فرحون بمكرمة الامير عبدالعزيز، وجزاه الله عنا خيرًا. وتقول اخته الكبرى ام سلطان “إن ناصر كان طفلًا خجولًا ولا يشتكي مهما كان متضايقًا، فهو أخ حنون لنا لأنه الابن الوحيد بيننا نحن الاخوات، وحتى عقب زواجه كان بارًا بوالدته ومحبًا لجميع اخوته، وآخر موقف له معنا كان يوم الخميس اشترى لنا وجبة سمك، وعند حضوره إلينا في بيت الوالدة أصر أن يذهب للمطبخ بنفسه ليأتي بصحن الغداء فهو متواضع جدًا. وتقول زوجته الثانية (ام رايد) تزوجت ناصر منذ 10 سنوات ولدي 5 ابناء احدهم مات معه، وبقي اربعة كان طيبًا جدًا معي ومع ابنائه، واخر كلمة قالها لي إنه يريد أن يؤمن حياة اولاده قبل وفاته، وكان يقول في آخر لحظاته متى يعدي اليوم لتأتوا إلى المنزل لأنني مشتاق لابنائي. ثم انتقلنا إلى ابنته الكبرى نوف الطالبة في الصف الثالث الثانوي تقول: كان والدي ابًا عطوفًا جدًا ولا يفرق بيننا نحن ابناء الزوجتين، واتذكر أنه عندما طلبت منه اقتناء جوال أتي به بدون أن يخبرني وكان مفأجاة لي، فهو لا يرفض لنا طلبًا، وكان وعدني أنه سيذهب بي يوم السبت الذي كان عقب الحادث إلى الاحوال المدنية لاستخراج بطاقة احوال لي، وآخر عبارة سمعتها منه كان يقول “اتمنى أن أموت شهيدًا”.