ألف مبروك سمو الأمير.. تزامنًا مع احتفاله مؤخرًا بعقد قرانه على كريمة صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن مشعل بن عبدالعزيز، تكفل صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن فهد بزواج أكثر من ألف يتيم ويتيمة بكافة أرجاء المملكة، كما تكفلت مؤسسة الأميرة الجوهرة آل إبراهيم الخيرية بزواج 300 شاب وفتاة في ثلاث مناطق وهي: الأحساء وحائل وينبع، ومع دعائي لهما بأن يبارك الله لهما وفيهما ويجعل منهما الذرية الصالحة، أجدها فرصة للإشادة بعظيم ما قاموا به من عمل خيري، متمنيًا في الوقت نفسه أن تستمر هذه المبادرة بشكل سنوي ضمن إطار مؤسسي، فما أحوجنا إلى تعزيز ثقافة المسؤولية الاجتماعية في مختلف صورها، لنؤدي شيئًا من التكافل الاجتماعي المفروض علينا دينيًا وإنسانيًا. شكرًا معالي الشيخ ولكن من المسؤول عما مضى.. في عددها الفائت 17416 وتأريخ 23 محرم 1432ه عبر معالي الشيخ عبدالله بن منيع لجريدة المدينة الغراء عن تأييده لإعادة تأهيل القرى والبلدات التراثية (الآثارية) الذي تقوم به الهيئة العامة للسياحة والآثار بالتعاون مع وزارة الشؤون البلدية والقروية، واصفا إياه بأنه مشروع وطني رائد ليس القصد منه العناية بمواد الآثار فحسب، بل العناية بمضمون هذه الآثار وما كانت عليه من قيم رفيعة وأخلاق عالية تَميَّز بها الأجداد، وتجلت بين هذه البيوت والكلام لازال له معاني الصدق والوفاء والرجولة والكرم والبسالة والتضحية، علاوة على ما تحتضنه من قيم تراثية وحضارية وتاريخية بارزة، وعَدَّ معاليه البيوت القديمة وثائق يصادق عليها التاريخ وأحد شواهد العصر الباقية». هكذا جاء تصريح فضيلته واضحًا ومؤيدًا لكل الجهود المبذولة بغرض المحافظة على آثار مدينة شقراء العزيزة على قلوبنا جميعًا، التي خرج منها العديد من العلماء والأدباء خلال الفترات الماضية وحتى الآن، والسؤال هو: من المسؤول عن مختلف الأضرار التي تعرض لها تراثنا التاريخي في منطقة الحجاز بوجه خاص؟ حين تم هدم وإزالة كثير من المواقع التاريخية في مدينة الطائف ومكة والمدينةالمنورةوجدة، بحجج متنوعة واهية. أليست هذه الأماكن قد تجلت فيها صور الصدق والوفاء والرجولة والكرم والبسالة والتضحية؟ أليست هذه الأماكن قد عبرت عن هوية تاريخنا الإسلامي المجيد؟ أليس من الواجب علينا أن نحافظ على ما تبقى منها؟ وإيجاد آلية هندسية لإعادة ما أزيل وتَهَدَّم بصورة تتناغم مع الشاهد القديم، حفاظا على الذاكرة من النسيان والتلاشي، لاسيما وأنها ذاكرة ترتبط بفقه السيرة النبوية والصحابة الكرام. إنني وبالقدر الذي استبشرت فيه بتصريح معالي الشيخ عبدالله، لأجدها فرصة بأن يتبنى شيخنا الكريم الدعوة للاهتمام بالآثار التاريخية المتعلقة بالسيرة النبوية بوجه خاص، والمتعلق منها بعد ذلك بجوانب تاريخنا الإسلامي الحافل، فإن في مكنونها ولاشك قيم تراثية وحضارية وتاريخية بارزة أسوة بمدينة شقراء بحسب ما نص عليه آنفا. فأرجو أن تُقرَّ أعيننا بذلك، وأن نبدأ مسيرة البناء والحفاظ على ذاكرة وجودنا معًا، حتى يتسنى لنا مواجهة كل من يرمي بسوء استلاب هويتنا وتاريخنا. أزمة إنسان ونهضة مُدن.. مع بدء الساعات الأخيرة من العام المنصرم في التلاشي، ظهرت مدينة دبي كأحد أهم المدن العالمية التي عملت على الاحتفال بنهاية العام 2010م وبداية العام الجديد 2011م، من واقع تفننها المتميز في الألعاب النارية التي انطلقت من على ومحيط أكثر من برج تجاري وسكني بالمدينة، حتى ليُخَيَّلُ للرائي وكأن المدينة بأكملها تشتعل، وفي تصوري فإن برج خليفة قد حاز السبق خلال تلك الليلة بمقطوعاته المائية الموسيقية الفريدة وبتشكيلة الألعاب النارية الرائعة؛ على كل ليس هذا هو بيت القصيد كما يقولون، كما وبمعزل عن من يقول بجواز ذلك من عدمه، فإن أكثر ما لفت نظري أن مدينة حديثة كانت أشبه بقرية صغيرة بعد استقلالها في العام 1970م، ثم تحولت إلى بلدة لا بأس بها مع حلول العام 1980م، لتصبح بعد ذلك من أضخم وأهم مدن العالم على الصعيد الاقتصادي والسياحي ترفل في نعيم الفرح والسرور دون أن يعيش إنسانها في دوامة الصراع مع ما نسميه نحن أزمة البنية التحتية، في الوقت الذي تعيش فيه مدينتنا التاريخية الغائرة في الزمن بعمق تاريخنا المجيد، التي تم تدشينها كبوابة للحرمين الشريفين في العام 26 للهجرة الشريفة، صداع مزمن مع كثير من الإنشاءات المتعثرة، التي يأس الناس من انتهائها وأصبحت بمثابة التأريخ لهم. فهل الأمر يا معالي الأمين يحتاج إلى زيادة توضيح؟! [email protected]