لا يزال عدد من الأحياء الشمالية في محافظة جدة يعاني من التجمعات المائية الناتجة عن الأمطار الغزيرة التي هطلت على المحافظة يومي الأربعاء والخميس الماضيين، ومن هذه الأحياء المنطقة الصناعية الشمالية، البساتين، وأجزاء من حي النزهة. وقد تحدث ل “المدينة” كل من فهد علي أبا نمي، خالد الغامدي، ومتعب الحارثي من سكان حي البساتين، مشيرين إلى أن المياه الراكدة بدأت في الظهور عقب أمطار الأربعاء الماضي بسبب ميلان طريق المدينة، الذي بدأ في تفريغ مياهه باتجاه الحي، “ويضاف إلى ذلك قيام وايتات الصرف الصحي بشفط المياه من الشارع ومن ثم تفريغها أمام بيوتنا حتى تكونت بحيرات كبيرة أثرت علي حياتنا”. وأضافوا: لم يراع سائقو الوايتات مشاعر السكان ووجود العوائل في الحي، حيث يقومون بتفريغ حمولتهم دون وازع من ضمير أو خوف من النظام، ومن ثم يتسابقون للفوز بأكبر عدد ممكن من الردود وتفريغها في حيِّنا. وأشاروا إلى أن هذا الواقع ساهم في تزايد الحشرات الطائرة من بعوض وذباب في الحي بكثرة حتى أن المبيدات الحشرية أصبحت بالفعل تستقطع جزءًا لا يستهان به من دخل العائلة. وطالبوا أمانة جدة بمراعاة مشاعرهم والإسراع بنقل تلك المياه إلى المكان الذي يفترض أن تفرغ فيه وليس أمام منازلهم، وقالوا إن بعض السكان قاموا بوضع عقوم ترابية أمام منازلهم على حسابهم الخاص ليأمنوا طريقًا لخروج عوائلهم. وفي حي النزهة والمنطقة الصناعية الشمالية قال كل من خالد علي جبر، يوسف إسلام، وعبدالمجيد محسن بخاري: هناك أكثر من مشكلة تواجهنا منذ هطول الأمطار وحتى اليوم، فالحفر كانت موجودة وبكثرة في الحي، ومع هطول الأمطار تجمعت المياه داخلها حتى أن السائقين يقعون فيها دون أن يعلموا بوجودها في طريقهم وهو ما يلحق الضرر بسياراتهم وبالتالي يؤثر عليهم ماديًا، كما أن تكسر الأرصفة ساهم في تجمع المياه بكثرة داخل المنطقة الصناعية وأصبحت السيارات وخصوصًا الكبيرة منها تقفز فوق الأرصفة المتكسرة للذهاب إلى الاتجاه الآخر هربًا من المياه المتجمعة والزحام الذي تسببت فيه. وأضافوا ان كثيرًا من الورش توقف عن العمل أيام هطول الأمطار بسبب دخول المياه إليها وامتلاء الحفر الخاصة بالعمل أسفل السيارات، ومع صعوبة وصول السيارات إلى المنطقة توقف العمل تماما ولم تعد الحياة إلى طبيعتها حتى الآن.